في ظل التحديات الصحية والعاطفية التي تواجهها، يسعدني تقديم التوجيه الشرعي بناءً على فتوى مختصة. وفقًا للإسلام، يُعتبر قرار الطلاق مسألة حساسة للغاية وتقع ضمن اختصاص النساء تحت ظروف محددة. حيث أكدت السنة النبوية والتفسيرات الفقهية الحديثة أنه ليس لأي امرأة حق طلب الطلاق باستثناء وجود "البأس"، أي المشقات الخطيرة مثل سوء التعامل أو الظلم. وفي حالة زوجك، يبدو أن حالته المرضية تؤثر سلبياً على الحياة المنزلية وعلى سلامتك الشخصية وعائلتك الصغيرة.
من منظور شرعي، تعتبر الأمراض المستعصية وأثارها المؤذية للأهل سببًا مشروعًا للطلاق حسب جمهور العلماء استناداً إلى عقيدة عدم إجبار المغبون على قبول الغبن. تشمل تلك العقوبات المحتملة فقدان التواصل والحنان الأساسيين لتحقيق غاية الزواج، إضافة لتوقع وقوع ضرر محتمل عليك وعلى أبنائك نتيجة لهذا الوضع. لذلك، إذا أدى مرض زوجك الحالي إلى منع تحقيق المنشود من الزواج - كالرحمة والوئام وغيرهما مما ذكرت الفتوى آنفة الذكر - فعندئذ يكون أمامك مخيرين قانونيين هما الطلب الرسمي لإبطال العقد نهائيًا أو الانفصال عبر إجراءات رسمية معتادة لدى المحاكم الشرعية المحلية لديك.
ومع ذلك، يجب التأكيد هنا بأن التحلي بصبر جميل وإخلاص دعائي تجاه شريك حياتك يعد فضيلة سامية وقد يؤتي بثمار طيبة مستقبلية بإذن الله عز وجل. مثال القرآن الكريم لهذه المقولة المثالية يكمن في الآية التالية: "{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}" [البقرة: ٢١٦].
ختاماً، إن طلبك للحلول القانونية المتاحة لحماية رفاهيتك ورعاية أسرتك أمر مدروس ومنصف تمامًا ضمن قواعد وضوابط ديننا الإسلامي الغراء. نسأل الرب جل جلاله أن يرزقكم الصحة والعافية وأن يزيل همومكم بإرادته الواحدة القدرة.