الحمد لله، قد أجاز الإسلام للمرضى إفطارهم في أيام رمضان بناءً على عدة حالات محددة. هذه الرخصة تُشير إلى الآيات القرآنيّة التي تشجع على رفع الضغط عن المصابين والمحتاجين. وفي الحديث النبوي، هنالك العديد من الأحاديث التي تؤكد على أهمية رعاية الصحة والحفاظ عليها. لذلك، عندما يعاني شخص من حالة مرضية يمكن أن تتدهور نتيجة الصيام، كالطفل المجروح مثلاً، أو عندما يشعر بالدوخة والتوعك كما حدث مع الشاب المسعف، فإنه يحق له الإفطار لتجنب أي ضرر محتمل.
بالنظر إلى وضع الدوار بشكل خاص، يوجد نوعان رئيسيان حسب الخبراء الطبّيون: أحدهما يحدث بصورة موقتة وغير مؤثرة، والثاني يستمر أو يتكرّر ويمكن أن يؤدّي إلى تفاقم الوضع وحتى إغماءات. ونظرًا لحساسية طبيعة العمل -مثل السياقة تحت تأثير تلك الحالة- فإن إفطار صاحب الدوخة يتطلب مراعاة السلامة العامة أيضًا.
تأكيدًا لما سبق ذكره، يعد رأي الطبيب الواحد المؤهل دليل كافي لإقرار حالة الافطار، سواء أكانت المرأة أم الرجل. ومن الجدير بالذكر أنه ليس هناك شرط صارم يجب توفره كي يكون الرأي "مطابقاً ليقينا"، حيث يغلب الظن بأنه الأحكام الشرعية تعتمد أساسياً على الدهشة الشخصية لكل فرد وفق خبرته ومعرفته الخاصة. وفي النهاية، تبقى القرارات الصحية الأخيرة مرتبطة بالحالة الفعلية للسائل وتعليماته الطبية المعنية بها.
وفي كل الاحوال، يتمتع الشخص المفطر برخصة تناول الطعام والشراب خلال النهار بشرط قضائه لاحقا بمجرد انتهاء الشهر الفضيل تعويضا عمّا أفطره سابقا. وهذه الاذن تأتي ضمن روحانية واحسان الاسلام تجاه اهله ومريديه الراغبين بخدمتهم والعناية بهم قدر المستطاع وذلك امتدادا لرؤية حضارية تقوم على اساس راقي يدعم الكرامة والاستقلال الذاتي للحياة الانسانية بما فيها الحدود الدنيا الضرورية منها ولوازم الحياة اليومية التي تحتاجها البشرية كافة للتكيف والتطور داخل مجتمعاتها المختلفة عبر مختلف مراحل الزمان والمكان المختلفة أيضا!
