في مسألة نجاسة الدم لدى المسلمين، هناك اختلاف بين الفقهاء حول طبيعة الدم. بينما ذهبت بعض الآراء إلى اعتبار كل أنواع الدم نجسة باستثناء دم الحيض، ذهب آخرون إلى اعتباره طاهراً، بما في ذلك العلامة ابن عثيمين الذي أكد أن دم البشر، سواء كان كثيرًا أو قليلاً، طاهر طالما لم يكن هناك دليل شرعي يدعم نقيض ذلك.
أما فيما يتعلق بدماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحديداً، فقد تعددت آراء العلماء أيضًا. يرى البعض ممن يوافقون على نجاسة الدم عموما أن هذا يشمل دمه أيضا، استنادا إلى عدم وجود أدلة واضحة تدحض ذلك. ومع ذلك، فإن علماء آخرين لديهم رأيان في الموضوع: الرأي الأول يقترح أن دم الرسول صلى الله عليه وسلم يستحق استثناءً خاصا بسبب مكانته وتعظيمه تقديسًا وإكراماً له، وبالتالي يكون طاهراً. والثاني يؤكد أن دم الرسول صلى الله عليه وسلم مثل باقي الناس وتكون نفس حالة نجاسته أو طهارته بناءً على تلك المواقف العامة تجاه الدم.
ومن الجدير بالذكر هنا أن العديد من العلماء قدروا وجهات النظر المختلفة بهدوء واحترام، نظرا لعدم وجود نص قطعي يدعم جانب واحد بشكل كامل. إنها قضية علمية تتضمن تفسيرات متعددة للقواعد الإسلامية الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، يجب التأكيد على أن هذه المسائل ليست ذات تأثير عملي كبير اليوم حيث توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ فترة طويلة. وفي النهاية، تعكس هذه الاختلافات الحرص الكبير والدقة الفلسفية داخل المجتمع الإسلامي أثناء البحث عن فهم أعمق للعقيدة والشريعة.