حثنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على التقشف وعدم الاستهانة بالأشياء الزائدة عن الحد، حتى لو كانت هذه الأشياء مباحة شرعاً مثل فرش المنزل. فقد ورد حديث صحيح عن الصحابي جابر بن عبد الله حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فرَشا لرجلٍ، وفرشا لامرأته، والثالث لضيوفه، والرابع للشيطان".
ويرى بعض العلماء أن هذا يعني أن أي فرشة زيادة عن الاحتياجات الأساسية يمكن اعتبارها مذمومة، وبالتالي فهي مرتبطة بالشيطان لأنه يؤيد ويحفز الشخص على فعل ذلك بناءً على تعبير عام عن الكراهية لما هو مخالف للحكمة والتقوى وليس بسبب مكان خاص للشيطان نفسه. بينما يفسر آخرون الحديث حرفياً، مما يشير إلى أن الشيطان بالفعل قد يتحصن وينام فوق الفرش الزائدة عن الحاجة.
وفي كلتا التفاسير، فإن التركيز الأساسي يتمثل في تجنب الإسراف وتقدير نعم الله. فالنساء اليوم ليس لديهن حاجة ملحة لنفس عدد الفراشات التي ربما احتاجتها النساء القدامى مع الأطفال والصحة المختلفة. وبالمثل بالنسبة للأرائك الحديثة، فإذا لم تكن هناك ضرورة لاستخدامها بشكل يومي، فإن استعمالها مجرد شكل من أشكال الهدر الذي نهانا عنه القرآن الكريم عندما يقول سبحانه: "ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين."[الأنعام: ١٤۱].
لذلك، إذا كنت تمتلك أرائك تحتاج إليها لعائلتك للاسترخاء أو لاستقبال الضيوف بكرم، فلا يوجد مانع شرعي في ذلك. ولكن إذا وجدت ذاتك تحتفظ بأرائك لم تنظر إليها منذ فترة طويلة ولا تستخدم إلا لأغراض مزخرفة فقط، هنا يكمن المشكلة - إنها إسراف وهي عمل غير مستحب. وفي هذه الحالة تستطيع التصرف بحكمة بتوزيع هذه الأرائك لمن هم أقل حظًا ممن يحتاجون حقاً لهذه الأشياء المفيدة.