يمكن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لقراءة القرآن بشرط الحصول على إذن صاحبه والصوت المستخدم في مصلحة طيبة

يجوز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسجيل وتشكيل أصوات الأفراد لهدف نبيل ومباح شرعاً، طالما تم الحصول على موافقتهم الصريحة قبل القيام بذلك. ومع ذلك،

يجوز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسجيل وتشكيل أصوات الأفراد لهدف نبيل ومباح شرعاً، طالما تم الحصول على موافقتهم الصريحة قبل القيام بذلك. ومع ذلك، فإن مجرد تسجيل صوت الشخص واستخدامه لإلقاء القرآن الكريم بدون إذنه يعد مخالفاً للأخلاق الإسلامية. ينطبق نفس الأمر على أي نوع آخر من الصوت قد يستخدم لأغراض غير مشروعة.

في حالة الموافقة الشرعية لاستخدام الصوت، يمكن اعتبار المساعدة التي قدمتها التقنيات الحديثة بمثابة أداة لتحسين الوصول إلى تعلم وتعليم النصوص الدينية، مما يؤدي إلى زيادة الفائدة والمعرفة. وهنا يكمن الجائزة المحتملة لهذا العمل الخيري. ولكن يجب التأكد دائماً من أن الغاية النهائية لهذه العملية تتوافق مع التعاليم الإسلامية والقيم الأخلاقية.

على سبيل المثال، دعونا نفترض أنه يوجد مدرس قرآن يرغب في توظيف برنامج كمبيوتر قادر على تشغيل تسجيلاته الشخصية أثناء تدريس الطلاب عن طريق الإنترنت. وبالتالي، يتمكن هؤلاء المتعلمون البعيدون جغرافيًا من الاستماع لنفس الشروحات المقدمة للمجموعة المحلية بكامل التفاصيل والمزايا التعليمية المرتبطة بتلك الشروحات الأصلية. وهذا مثال جيد لكيفية تطبيق هذه التقنية بطريقة تضمن احترام حقوق الأفراد والحفاظ على المعايير العليا للاستخدام الإسلامي للتكنولوجيا.

ومن الجدير بالذكر أيضاً أهمية الانتباه للأثر العام لكل عمل نقوم به باستخدام تكنولوجيات المعلومات الحديثة. فكما ورد في حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كما رواه أبو هريرة رضوان الله عليه: "من دعا إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه". ويعني هذا بأن المكافأة الجزائية ستكون موجودة ليس فقط لمن قام بنقل العلم النافع ولكنه سوف يشترك فيها جميع الأشخاص المستفيدين منه أيضًا. وعلى الجانب المقابل، هناك تحذير مماثل بشأن التصرفات والسلوكيات غير المرغوب فيها والتي تحمل مثاقيل كبيرة من الوزر والعقاب وفق ما جاء في ذات الحديث السابق والذي يقول:"...ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثقال ذنوب الذين اتبعوه". لذلك؛ فالقصد والخلق والنوايا عند اختيار طريقة تقديم خدمة معلوماتية جديدة هي عوامل حاسمة لاتخاذ القرار المناسب. وفي نهاية المطاف، يبقى هدف تحقيق الرعاية العامة واحترام خصوصية الجميع جزء أساسي من رؤية المسلمين تجاه تطوير التطبيقات الرقمية بما يتماشى مع أحكام الدين الإسلامي وأخلاقه العالية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات