يعد مرض السكري أحد الأمراض المزمنة التي تتطلب إدارة دقيقة للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن الحدود الصحية. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الضغط النفسي إلى تفاقم حالة مرضى السكري ويؤثر بشكل سلبي على قدرتهم على التحكم بمستويات السكر لديهم. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على العلاقة بين الضغط النفسي ومرض السكري، واستعراض الاستراتيجيات العملية للوقاية منه وعلاجه لكل من المرضى وأسرهم.
في البداية، ينبغي فهم طبيعة التأثير الثنائي الاتجاه بين الضغط النفسي والسكري. فمن جهة، قد يشكل ضغط الحياة اليومية تحدياً إضافياً لمرضى السكري الذين يكافحون بالفعل لتحقيق التوازن الغذائي المناسب وممارسة الرياضة المنتظمة ورصد مستويات الجلوكوز باستمرار. ومن ناحية أخرى، فإن تشخيص الإصابة بالسكري نفسه وما يصاحبه من تغييرات نمط الحياة المفروضة غالباً ما يساهم في زيادة مستوى القلق والتوتر لدى المصابين بهذا المرض.
لتقليل تأثير الضغط السلبي على صحتهم العامة، يحتاج مرضى السكري إلى تطوير مهارات إدارة الضغط المحكمة. واحدة من هذه المهارات هي تمارين التنفس العميق والاسترخاء، والتي أثبتت فعاليتها في تقليل معدلات ضربات القلب وتخفيف الشعور بالتعب والألم المرتبط بارتفاع نسبة السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر ممارسات اليوجا والتأمل أدوات قيمة لتدريب الدماغ على التركيز والشعور بالهدوء الداخلي وبالتالي تقليل الانفعالات المرتبطة بالضغط النفسي. كما يمكن للأعمال اليدوية مثل الطبخ والخياطة والحِرف بأنواعها المختلفة أن توفر حلاً هادئاً للمشاعر المتوترة أثناء القيام بنشاط مفيد وفي الوقت ذاته مساعداً على الهضم الصحي نتيجة تحضير وجبات طعام مغذية.
كما يُشدد على أهمية التواصل والدعم الاجتماعي كعنصر أساسي في مواجهة آلام الضغط الناتج عن التعامل مع مرض مزمن مثل السكري. إن وجود شبكة دعم عائلية واقارب وصديقات مقربة يمكن لها تقديم التشجيع المستمر وتبادل الأفكار حول كيفية تحسين الصحة النفسية والجسدية لكافة الأطراف المعنية. وقد ثبت دور المجتمع المدني والمراكز الثقافية والإجتماعية في تنظيم مجموعات الدعم الخاصة بمرضى السكري مما يساعد الأشخاص المشتركين فيها على بناء روابط جديدة وتحقيق شعور مشترك بالانتماء عبر مشاركة التجارب الشخصية والتحديات والصراعات اليومية الناجمة عن病健子遣疗 .
وفي الختام، يتضح أنه بينما يعد ضبط مؤشرات سكر الدم أمراً أساسياً لمرضي السكري فهو ليس هو كل شيئ؛ بل يجب عليهم أيضاً اعتناء بصحتِهمَ العقليّة والنفسِيّة لمُساعَدتهم للتغلّب عليَّ آثار تلك الحالة المؤلمة. فالاعتدال بين مراجعة الخطوط الحمراء لحماية الجسم وفهم الحاجة لقضاء وقت هادئ للعقل يسمح بحياة أكثر انتظاماً وإنتاجية بغض النظر عن الظروف الخارجيه المضايقة الأخرى كمقاومة مرضٍ مزمِن كتلك التي نبحث عنها هنا وهو "السكر".