في مرحلة الحمل الثالثة، والتي تبدأ منذ بداية الشهر السابع وتستمر حتى الولادة، يشهد جنين الأم تغييرات كبيرة فيما يخص الوزن والنضوج الجسدي والعصبي. خلال هذه الفترة الحساسة، يبدأ جسم الطفل بالتجهيز للخروج إلى عالمنا الخارجي حيث سيواجه تحديات جديدة تمامًا. سنناقش هنا بالتفصيل كيف يمكن أن تتغير كتلة ومقياس نمو جنينكِ عزيزتي الأم بين الأسبوع العشرين والثامن والعشرين من حملك.
بحلول نهاية الأسبوع الخامس والعشرين تقريبًا – ما يعادل حوالي ستة أشهر ونصف - قد يصل متوسط وزن طفلكِ الصغير إلى حوالي 720 غرام وقد يتراوح طوله نحو ٢٥ سم. ومع ذلك، فإن اختلافات ملحوظة حول هذين المعدلين أمر طبيعي نظرًا لتعدد عوامل مثل الوراثة وعوامل أخرى تؤثر أيضًا على معدل تقدم النمو لدى كل فرد بشكل خاص.
مع دخولنا الشهر السابع وبداية الاسبوع السادس والعشرون، يستهل رحلة جديدة نحو اكتساب المزيد من الكتل العضلية والمواد الدهنية الهامة لصحتها عند ولادتها وحتى بعد الولادة مباشرةً. بحلول هذا الوقت، ينتقل الرضيع إلى وضع رأسه للاسفل استعداداً للنزول النهائي وحان وقت مقابلتكما وجه لوجه قريباً! ويقدر وزنه الآن بما يقارب الألف غرام وطوله أكثر من ٣٥ سنتيمتر تقريبًا حسب الدراسات العلمية الحديثة ولا زالت عملية اكتساب الخبرة مستمرة حتى آخر أيام شهر أغسطس (الأشهر الأخيرة).
عند الانتقال لمنتصف الشهر الثامن وما قبله بقليل تحديدًا عند الوصول للسابع والعشرين أسبوعا للحمل ، تكون كمية المياه التي تحيط بجسم الطفل داخل الرحم أقل بكثير مقارنة بمراحل مبكرة سابقًا مما يؤدي لفقدان بعض الوزن الظاهري لكن ليس بذات القدر المؤثر جدًا. وفي المقابل نلاحظ زيادة فعالة جدا في وزن الجسم الإجمالي بسبب ارتفاع نسبة تراكم الشحم والحصول على شكل ملامح الوجه الدائمي الذي سيتماهى معه لبقية العمر إن شاء الله تعالى.
وفي موعد قرب انتهاء الموعد المتوقع للولادة والمعروف بالسابع والثلاثين اسبوعياً، يستقر ثباتا ثابتا إذ بلغ وزن الجرويب حينئذٍ تقديراً عشرة كيلوغراماته بينما تضاعفت أيضاً محيطاته الطوليه والفسيولوجيه ليصل طول الاطفال الناجيين حديثا حوالي اربعون سينتميتر وفوقه احيانا . بذلك يتمثل جزء كبير مما يغذي تلك الترسبات الغذائية هو حليب الام الغنى بالعناصر المغذية الضرورية لها ولنموها المستقبلي كذلك المنافع الاخرى الصحية المرتبطة بتكوين نظام الجهاز الهضمي لدي الأطفال كون انسجة فروقاتهم الانسدادية الاوليه اصبحت تمتاز باروائم وانقساماتها المثلى لاتمام عمل التنفس بطريقة مثالية وغير مضره بصحة رئتاهم الرقيقة . وهكذا يبقى دور الطبيبة المختصة مواصلة متابعة حالة تحمل المرأة بغض النظرعن القياسات سالفة الذكر لأن لكل حمولة تفاصيل فريدة خاصة بها تحت اشراف فريق طب المجتمع المحترف ذوي الاختصاص بالمراقبه الدوريه للاطمئنان عليها وعلى تطورات حالتها النفسيه والجسديه قبل وبعد الولاده بفضل الله عز وجل وصلاح حالتهما جميعآ بإذن رب العالمين الواسع الرحيم .