هل يجب علي أخذ ضعف الدين أم العفو عنه عند عدم تسديد الديون؟

في الإسلام، عندما يتأخر المدين في تسديد ديونه، يُحث الدائن على الإنصاف وعدم التسرع في المطالبة. وفقاً للأدلة الشرعية، إذا لم يسدد المدين ديونه قبل نها

في الإسلام، عندما يتأخر المدين في تسديد ديونه، يُحث الدائن على الإنصاف وعدم التسرع في المطالبة. وفقاً للأدلة الشرعية، إذا لم يسدد المدين ديونه قبل نهاية الفترة المتفق عليها، فإن الدائن لديه الحق في الحصول على "صدقة" عن كل يوم تمر بدون دفع. وإذا منح الدائن فترة سماح إضافية وبعدها تم التسديد، يمكن للحصول على ضعف القيمة التي كان سيستحقها أصلاً كنوع من الصدقة.

ومع ذلك، يُعتبر العفو والتسامح أفضل من الانظار المستمرة. كما أكدت النصوص الإسلامية، إن إسقاط الدين - سواء كلياً أو جزئياً - يعد عملاً صالحاً وجائز وهو أعلى مرتبةً من مجرد انتظار التسديد. فهذا العمل يشمل ليس فقط الإنظار ولكنه أيضا تضحية بإعادة الأموال المؤجلة، وبالتالي يصنف ضمن أعمال البر والخير. لذلك، قد يكون العفو عن جزء أو كامل من الديون الخيار الأكثر ربحاً روحيًا بالنسبة لك.

أما فيما يتعلق بالديون غير المحددة بفترة سداد محددة، فإنها تعتبر بشكل عام مستحقة الفور إلا إذا اتفق الطرفان خلاف ذلك. هنا أيضاً، يوفر العفو عن الديون فرصة لتحقيق المزيد من الثواب والأجر الروحي، كما يؤكد الفقهاء بأن كل يوم يمر دون استرداد يعادل تلقي صدقة.

بشكل عام، بينما يجيز الدين الإسلامي لكلتا الخيارين (الانظار والاسترضاء)، يُشدد على أن العفو والعطاء هما الأفعال الأكثر تحقيقاً للخير والسعادة الروحية للدائن والمدين على حد سواء.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات