نعم، يمكنك القسم بذلك وفق الشريعة الإسلامية. هذا النوع من القسم جائز لأن المقصود بهذا التعبير هو الله تعالى نفسه، وهو من أحل لنا القسم أصلاً. يشكل استخدام عبارة "بمن أحل القسم" حلفاً بالله بطريق غير مباشر. ومع ذلك، هناك العديد من الطرق الأخرى المشروعة لحلف اليمين والتي تشمل الحلف بالله مباشرةً وكذلك باستخدام أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
على سبيل المثال، ورد في السنة النبوية الكريم عدة نماذج لهذا النوع من الأقسام المحرمّة، كما في حديث عبد الله بن عمرو حيث يحلف النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "(لا ومقلِّب القلوب)" وفي حديث أبي جحيفة أيضاً عندما يستدل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بالحلف مستخدماً بيان رباني جميل:"...والذي رفَع السَّمَاءَ بدون عَمَدٍ". بالإضافة إلى قصة الأعرابي الشهيرة التي تجسد كيفية قبول الرسول صلى الله عليه وسلم للحلف إذا كان بحق الله سبحانه وتعالى.
وفقاً للمختصين في الفقه الإسلامي، فإن هذه الأفعال تعتبر دليل ضمني على مشروعية واستحباب الحلف بما يعني الحق والخالق والمبدع بكل معانيه وأفعاله. حتى لو لم يكن الحالف يعي تماماً كل جوانب المعنى المعنى الدقيق للعبارات المستخدمة أثناء تقسيمها.
الأمر المهم هنا هو التأكد من عدم مخالفة الأحكام العامة للقسم في الشريعة الإسلامية. يجب ألّا يؤدي الأمر إلى الفتنة أو الذنب الأكبر، ولا ينبغي الاعتماد عليه كوسيلة لإلزام الآخرين بتنفيذ مطالب الشخص الواحد فقط. إن ارتكب شخص حكم اليمين المتعلقة بهذه الحالة الخاطئة، فلابد وأن يكون متيقناً بأنها تنطبق بشكل كامل وصحيح قبل التمسك بنتائج تلك اليمين ضد ذاته أو اتجاه الغير أيضاً حسب الضوابط الشرعية الموضوعة لذلك. وإذا ظهر خلاف الواقع فيما تم الاتفاق عليه سابقاً نتيجة لتلك اليمان فعليه حينذاك دفع الكفارة وعواقب مخالفتهم لما أمرهم فيه خالقهم جل وعلى علمه وحكمته وسلطانه .
