يجوز للأب تقديم هدايا لأبنائه طوال حياته، ولكن يجب عليه مراعاة عدة اعتبارات لتجنب الظلم وعدم العدالة. يُفضل أن تكون الهبات متوازنة ومتوافقة مع نظام الميراث الإسلامي، حيث يتمتع الذكور بنصيب مضاعف مثل نظيرهن من الإناث. أما بالنسبة للسكن المجاني الذي توفره لهؤلاء الأبناء لمدة طويلة، فهو جائز بشرط عدم وجود الغنى أو الاستقلال المالي لديهم.
وينطبق نفس النهج على تجهيز المنزل والمصاريف الأخرى كالنفقة والكسوة التعليمية؛ فهي ضمن نطاق المسؤوليات المالية للأبوين ولا تخضع لنفس حكم الهبات الثابتة. وبالتالي يمكن للأب صرف المزيد على الأطفال الأصغر سنًا أو الأكثر حاجة بناءً على ظروفهم الفردية بدلاً من اتباع قاعدة ثابتة للتوزيع.
وفي حالة توزيع العقارات، سواء كانت تلك الوحدات السكنية نفسها أو عقود الإيجار، هناك خطوات دقيقة لإعادة النظر بها. أولاً، تأكد من حساب تكلفة استخدام كل منزل بشكل عادل عبر فترة زمنية قدرها خمس عشرة عامًا، وذلك لاستبعاد تأثير الاختلاف الظاهري الناجم عن السكن المجاني السابق. وثانيًا، اقترح إصطحاب خبير محاسبي لتحليل الديون المحتمَلة وضمان عدالة التقسيم. ويمكن أيضًا التفكير في تقديم تعويضات مالية مناسبة لمن حصلوا سابقًا على امتيازات خاصة –مثل المنح العينية المؤقتة– للحفاظ على الانسجام والتوزيع العادل للموارد بين الأشقاء جميعًا. وهذا يضمن تحقيق التوازن المالي وتحقيق رضا الأفراد المعنيين أيضًا. والأهم هو العمل بالتوجيه الرباني حول أهمية العدالة والعدل بين الأبناء والذي أكده النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله "اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بيْنَ أَوْلاَدِكُم".
وبهذه الطريقة تضمن تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية وحماية حقوق الجميع وفق أحكام القرآن الكريم والسنة المطهرة. نسأل الله لك الرضا والخير في قرارتك وعملك خير صالح في دنياك وآخرتك.
