تفاصيل حكم الإسلام بشأن الربح من المهام الاجتماعية بشرط عدم التحريض على المحرمات

الحمد لله، يمكن للمسلمين كسب العيش من خلال المشاركة في مهام عبر الإنترنت تحت شروط معينة تدعمها الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، هناك العديد من المخاطر المح

الحمد لله، يمكن للمسلمين كسب العيش من خلال المشاركة في مهام عبر الإنترنت تحت شروط معينة تدعمها الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، هناك العديد من المخاطر المحتملة التي يجب مراعاتها لتجنب الأعمال المحرمة مثل المقامرة والخيانة. فيما يلي تفصيل لهذه الأحكام:

أولاً، المشاركة في الشبكات الاجتماعية مقابل رسوم اشتراك تعتبر مقامرة محرمة وفق التعريف الإسلامي لمفهوم "الميسر"، حيث قد تتضمن خسارة مادية بدون ضمان الربح. أما إن كانت المشاركة مجانية، فهي جائزة.

ثانياً، يجب أن تبقى جميع المهام ضمن حدود الأخلاق والقوانين الدينية. أي نشاط يؤدي إلى تشجيع الحرام أو نشر الفساد ممنوع تمامًا. يقول القرآن الكريم: "(وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)" [المائدة: ٢].

ثالثاً، النصب والخداع محظوران أيضًا في أي صفقة تجارية. لذا، إذا تم استخدامك للتلاعب بأعداد المشتركين أو المشاهدين بطريقة مضللة بغرض تحقيق مكاسب شخصية فقط، فهذه جريمة واضحة حسب الحديث القدسي: "من غشنا فليس منا".

وفي هذه الحالة الخاصة، رغم كون فيلم واحد يبدو غير مسيء، فالقيام بشراء تذكرته بهدف زيادة شعبيتها يعد خداعاً وخيانة، وهو أمر حرام حتى لو أعيد لك ثمن التذكرة بالإضافة إلى المكافأة. هذا يعادل الاعتراف بإدارة حملات دعائية زائفة لجذب الجمهور بشكل خاطئ.

بالإضافة لذلك، معظم المنتجات الإعلامية التجارية - بما فيها أفلام هوليوود والعروض التلفزيونية وغيرها الكثير - ليست بعيدة عن ارتكاب مخالفات دينية مختلفة. بالتالي، يفضل البقاء خارج نطاق تلك البيئات الخطيرة بغض النظر عن طبيعة الصفقة.

ختاماً، عندما نتخذ قراراتنا المالية بناءً على الضوابط الشرعية، سنجد عوضا أفضل من عند الله عز وجل كما ورد فى الآية الكريمة: "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب... ومن يتوكل على الله فهو حسبه...".


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات