لا يوجد دليل شرعي موثوق يدعم الادعاء بأن موسى عليه السلام قد سمع صوت قلم الوحي بينما كانت الكلمات العشرة تُكتب على ألواح الرسالة. ومع ذلك، هناك روايات تدور حول هذه القصة ولكنها ليست ذات سند ثابت. وفقًا لتفسير البغوي، نقل بعض المفسرين مثل وهب بن منبه قصة مشابهة، لكن يجب التنبيه هنا أن وهب كان يعرض أخباراً شعبية غالبًا منها تلك التي تتعلق بالأحداث الإسرائيلية.
أما بالنسبة للتأكيد القرآني بشأن كتابة الله عز وجل للتوراة لموسى عليه السلام بيده، فقد جاء ذكر ذلك في الآية "إِنَّهُ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ*" (الأعراف: 155). كما تؤكد الروايات النبوية هذه الحقائق حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "(خط لك التوراة بيده)".
وعلى الرغم من وجود رواية أخرى تفيد بسماع موسى لصوت القلم أثناء كتابتها للألواح، إلا أنها غير مدعومة بإسناد قوي وتم تصنيفها ضمن الأخبار الشعبية. يقول ابن عباس رضي الله عنهما بأن موسى سمع "صريفا للقلم"، أي صوت القلم عند كتابته، ولكنه يُعتبر جزءًا من أحاديث العامة وليس لها درجة عالية من الصحة.
في النهاية، رغم عدم توفر دلائل واضحة تدعم ادعاء سماع موسى لصوت القلم، فإننا نعلم قطعا أنه تم تكليف موسى بتلقي الوحي بشكل مباشر من الله سبحانه وتعالى وتدوينه على لوح الرحمة الذي أنزلها الله عز وجل تحت أمرته الخاصة.