بالنسبة لتناول الفاكهة وعصائرها، يحمل الإسلام توجيهات واضحة فيما يتعلق بتغيير طعم ومظهر المواد الغذائية بسبب عوامل مختلفة مثل التخمر أو التعفن. بشكل عام، ما لم تفسد الفاكهة أو تصبح غير آمنة للاستهلاك بسبب التدهور الشديد، فإنه يُعتبر مستحبًا استهلاكها.
العصير أيضًا صالح للشرب طالما أنه لم يصل إلى مرحلة "الغلو" أو "القذف بالزبد"، مما يشير إلى عملية تخمر قد تؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من الكحول. هذه العلامات الواضحة للتخمر، بما في ذلك تغيرات الرائحة والنكهة التي تشير إلى وجود حمض وثاني أكسيد الكربون وغيرهما، تعتبر مؤشرات يجب أخذها بعين الاعتبار لمنع الاستهلاك المحرم.
وقد يختلف أهل العلم حول الوقت الذي تصبح فيه الفاكهة أو العصير نجسة. بينما ذكر بعض العلماء فترة زمنية محددة مثل ثلاث أيام، إلا أن الأكثرية توافق على ضرورة مراعاة الظروف الخاصة لكل حالة. عندما تظهر رائحة مشابهة لكحول أو فقاعات غازية ملحوظة أو تغير لنوع الطعم الأصلي للحلاوة إلى اللاذع، ينصح بالإمتناع عنها لأن تلك علامات لدخول مواد سامة ضمن المحتويات الأصلية.
وأخيراً وليس آخرًا، هناك قاعدة أساسية وهي أنه كل ما أسكر الكثير منه فهو أيضاً حرام في كميات أقل. ولذلك، فإن المواد الغذائية التي تسكر بكثرتها تعد محظورة حسب العقيدة الإسلامية بغض النظر عن حجم الكمية المتناولة. وفي النهاية، يبقى تطبيق هذه الأحكام مرتبطا بالتقدير الشخصي للمؤمن بناءً على فهمه لهذه التعاليم واحتياطاته الشخصية تجاه سلامة غذائه.