وفقاً للشريعة الإسلامية، يمكن النظر إلى تعبير "الله يقرفك" ضمن سياق استخدامه اليومي بين الناس. يشير هذا التعبير بشكل أساسي إلى ردود الفعل الطبيعية للإنسان تجاه المواقف التي قد تجلب النفور أو الغضب. يتم استخدامه كوسيلة للتعبير عن عدم الرضا وعدم المحبة بطريقة تحويليّة بعيدة عن الإساءة المباشرة.
في الواقع، يؤكد علماء الدين أنه يجب حمل اللغة - خاصة اللغة الدارجة المستخدمة يومياً - على نيات وأهداف المتحدثين لها، طالما أنها ليست واضحة بشكل قاطع وغير دقيقة. هذا يعني أن الحكم هنا سيعتمد على نوايا الشخص عند استخدام هذه العبارة؛ هل يريد حقاً أن ينسب فعلاً محتملاً للقرف لله تعالى؟ بالتأكيد لا. إنها مجرد طريقة شائعة التعبير عن الانزعاج ورد الفعل الطبيعي.
إذا تم النظر إليها كتعويذة دعائية ضد شخص ما بسبب تصرفاته المسيئة، فقد تعتبر جزءاً من العدالة التأديبية - وهو أمر مستحب بشرط وجود دليل على الخطأ وتحريض الآخرين على طريق الحق والرشاد عوضاً عن المزيد من الضرر والخلاف. ولكن يبقى الأمر الأفضل دائماً هو الحكمة والعفو كما دعا الإسلام إليه حيث يقول القرآن الكريم في سورة الشورى آية رقم 40: "وجزاء سيئة سيئة مثلها فأمن يعفو ويصفح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين".
ومن ناحية الأخلاق والقواعد الاجتماعية داخل المجتمع المسلم، يُشدّد أيضاً على أهمية ضبط الألسنة واحترام الآخرين حتى لو خالفوا الأعراف الاجتماعية أو ارتكبوا بعض الأخطاء الصغيرة والتي لن تؤدي إلى ضرر كبير إذا تركت بلا انتقام حسي أو معنوي. هذا النهج ليس فقط مطلوب دينياً ولكنه يعكس روح السلام والتسامح التي تشجع عليها العقيدة الإسلامية.
وفي النهاية، تبقى عبارة "الله يقرفك" خارج نطاق نقاشات علم العقائد حول صفات الرب سبحانه وتعالى لأنه ليس هناك أي قصد أو معنى حرفيًا لهذه العبارة مرتبط بذلك المجال العلمي الخاص بتفسير خصائص الخالق عز وجل. ومع ذلك، فهي تدخل تحت مظلة احترام اللفظ واستخدام الكلمات بكرامة ومراعاة لمشاعر الأخرين، وذلك حسب توجهات العديد من أحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي نهى فيه عن التجريح والدناءة والكلمات المهينة للأرواح البشرية.