في هذه الفتوى المهمة، يناقش العلماء سلسلة من الأدعية التي تشكل جوهر حياة المسلم اليومية. تبدأ بحديث لإبراهيم النبي -عليه السلام- حيث يقول: "اللهم إنفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً"، وهو طلب للعون واليقظة الدائمة في مواصلة اكتساب العلم المفيد. وهذا الطلب مدعم بالأدلة القرآنية مثل قول الله عز وجل: "ورَبّكـَ افعَلْ/ قل ربِّ زِّدْنِي عِلْمًا" والتي تؤكد أهمية التماس المزيد من العلم والمعرفة.
ثم يأتي التعظيم للحالة العامة بقولنا "الحمد لله على كل حال". فهذا ليس مجرد تعبير شكلي، ولكنه اعتراف بأن جميع حالات الحياة هي نتيجة قدر الله وحكمته، سواء كانت سعادة أم محنة. وبالتالي، فإن الشكر والتقدير يجب أن يكونا جزءاً أساسياً من حياتنا حتى عندما نواجه تحديات.
وفي نفس الوقت، يتم التنبيه إلى ضرورة تجنب أنواع معينة من العلم الذي لن يفيد حقاً ولن يجلب الخير لنا. هنا تأخذ قصة كتابتها مكانها حيث يمكن للمسلمين تعلم درس مهم حول اختيار مصدر معرفتهم وكيفية استخدام تلك المعرفة بطرق فعالة.
كما يشمل النص أيضاً موضوع الدخول في النوم والمراعاة الدقيقة لحالات القلب والنفس البشرية. لذا فإن الأدعية الأخيرة تتضمن التحصن ضد عجزة وقصور النفس وضعفها، وكذلك ضد شهوتها المتزايدة دائما وعدم اقتناعها أبدا بالرضا بما لديها. وهذه الأفكار متوازنة تماما مع الاعتراف بحاجة الإنسان المستمرة للتطور الشخصي والروحي تحت إرشادات الله سبحانه وتعالى.
والدعوة الأكثر شيوعا وهي:"وأعوذ بالله من حالة أهل النار" ليست فقط تحذير بشأن مصائر أولئك الذين يسلكون طريق الظلام ولكن أيضا استدعاء لإعادة النظر بشكل مستمر في طريقة عيش الفرد وإدارة حياته وفقا للقانون الإلهي والأخلاقي. إنها دعوة للإصلاح الداخلي والتنقية من أي انحراف محتمل نحو طرق خاطئة خارج حدود رضا الخالق البارئ الرحيم الرحماني.
بشكل عام، يقدم الحديث فرصة فريدة لتفسير عميق لكيفية تنظيم جوانب عديدة من الدين الإسلامي داخل إطار واسع وقوي للدروس العملية والدينية المشتركة. إنه دليل رائع لاستخدام اللغة العربية الغنية والكلمات المؤثرة لبناء علاقة أقرب وأكثر دفئا بين المرء وخالق الكون الواسع.