رياض الأطفال هي مرحلة تعليمية حاسمة في حياة الطفل، تنطلق من فكرة توفير بيئة محفزة للتعلم والاستكشاف للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وسبع سنوات. يعود تاريخ هذه الظاهرة التربوية إلى القرن التاسع عشر، عندما بدأت الحاجة إلى رعاية ودعم الأطفال خارج المنزل أثناء عمل الآباء تصبح أكثر إلحاحاً مع تقدم الصناعة والتغيرات المجتمعية.
في عام ١٧٨٠، قامت إيما ويوارد، المعروفة باسم "أم الرياض"، بافتتاح أول دار لعب للأطفال في لندن. كانت تلك الدور عبارة عن مساحات مخصصة لمراقبة ورعاية الاطفال بينما يعمل آبائهم. لكن الرؤية المتقدمة لإيما تمثلت في استخدام الألعاب والأنشطة العملية لتشجيع النمو العقلي والجسدي للطفل. هذا النهج الإبداعي مهد الطريق لظهور ما يعرف الآن برياض الأطفال.
مع مرور الوقت، تأثر تطوير رياض الأطفال بشكل كبير بالأعمال النظرية لفرويد وبياجيه ومونتيسوري وغيرها من الشخصيات المؤثرة في مجال علم النفس والتربية الحديثة. سعت كل منها إلى تقديم نهج متكامل يشمل الجوانب العاطفية والعقلية والحركية للنمو الطفل.
أصبح النظام الحالي لرياض الأطفال الأكثر شيوعا فيما بعد حوالي نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، خاصة مع انتشار المدارس الرسمية التي بدأت تضم صفوفا مخصصة لهذه الفئة العمرية الصغيرة. اليوم، تعتبر رياض الأطفال جزءا أساسيا من البنية الأساسية لأي نظام تربوي حديث، حيث تساهم في بناء مهارات أساسية مثل التواصل الاجتماعي والثقة بالنفس والإبداع - وهي المهارات اللازمة لتحقيق نتائج أكاديمية ناجحة لاحقا في الحياة.
وفي ختام الأمر فإن التأثير الهام لرياض الأطفال يظهر بوضوح عبر تحسين مستويات التحصيل الدراسي لدى الطلاب عند دخولهم للمرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى دعم الروابط الاجتماعية القائمة داخل مجتمع الفصل الدراسي والخارج كذلك. بالتالي يمكن اعتبار رياض الأطفال نقطة بداية قيمة نحو خلق مجتمع أكثر قدرة ومعرفة ومعرفة بالذات.
