مع الثورة الرقمية التي شهدناها خلال العقود الأخيرة, أصبح العالم أكثر ارتباطاً وترابطاً. واحدة من أهم الابتكارات التي ظهرت كانت تطبيقات التواصل الفوري مثل WhatsApp, Facebook Messenger, Telegram وغيرهم الكثير. هذه التطبيقات أعادت تعريف طريقة تواصل البشر مع بعضهم البعض عبر تقديم وسائل جديدة للتبادل الآني للمعلومات والنصوص والصور ومقاطع الفيديو والصوت بالإضافة إلى خدمات الاتصال الصوتي والفيديو. ولكن هل لهذه التقنية تأثير إيجابي أم سلبي على المجتمع؟

من الناحية الإيجابية، سهلت تطبيقات التواصل الفوري عملية البقاء على اتصال بالأصدقاء والعائلة بغض النظر عن الموقع الجغرافي. هذا أمر هام خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعيشون بعيدًا عن أحبائهم أو لأولئك الذين يعملون لفترات طويلة خارج المنزل. كما أنها توفر منصة للتعاون والتفاعل بين الأفراد حول القضايا الاجتماعية والمطالب العامة مما يجعلها أدوات قوية للحراك المدني والديمقراطية. بالإضافة لذلك، فإن بعض التطبيقات تقدم خدمات تسوق وإنترنت آمنة تسهّل الحياة اليومية.

النقاط السلبية

على الجانب الآخر, هناك مخاوف متزايدة بشأن التأثيرات السلبية المحتملة لهذه التطبيقات على الصحة النفسية والأمان الشخصي. قد يؤدي استخدام هذه المنصات بكثرة إلى الشعور بالوحدة بسبب تقليدية التعامل الأساس على الشاشة عوضا عن المواجهة الشخصية. أيضا، الخطر المتعلق بالتطفل وعدم الأمان في البيانات يشكل تحدياً كبيراً حيث يمكن الحصول غير المصرح به على المعلومات الخاصة. علاوة على ذلك، فقد تم ربط الزيادة في استخدام الهواتف المحمولة بتراجع مهارات الحوار وجلسات الحكي الطويلة الذي كان جزءاً أساسياً من الثقافات العربية التقليدية.

مستقبل هذه الأدوات

إن المستقبل يتطلب توازنًا أفضل لاستخدام هذه الأدوات. يجب تشجيع التعليم والتوعية فيما يتعلق بأفضل الممارسات عند استخدام الإنترنت والحفاظ على خصوصيتك وأمان معلوماتك الشخصية. كما ينبغي تطوير السياسات القانونية التي تضمن حقوق المستخدمين وتحميهم ضد الاستغلال والاستخدام الضار. باختصار، رغم فوائدها الواضحة، فإن إدارة تأثير تطبيقات التواصل الفوري تتطلب جهدا مشتركًا من الحكومات والمطورين والمستخدمين أنفسهم.