في السؤال حول كيفية مخاطبة الله للملائكة وغيرهم من المخلوقات، نجد أن العلماء يقترحون عدم الانغماس في التفاصيل الدقيقة لهذه العملية. وفقاً للتفسير الإسلامي التقليدي، عندما يتم ذكر مواقف محددة حيث خاطب الله الملائكة أو البشر في النصوص القرآنيّة، فإنه ليس ضروريّا معرفة ما إن كانت الخطابات قد تمت باستخدام نفس اللغة والألفاظ تماماً كما تُرى في القرآن الكريم. بدلاً من ذلك، يمكن اعتبار المحور الأساسي هو إيصال الرسالة والمعاني التي تحملها تلك الحوارات.
يشرح العلماء مثال إبراهيم، يعقوب، يوسف، موسى، وعيسى عليهم السلام باعتبارهم شخصيات غير عربية أبلغت رسالات إلهيّة مكتوبة باللغة العربية في القرآن الكريم. هذا يشير إلى أن تركيز الله ليس فقط على تنفيذ مجموعة دقيقة ومتسقة من الكلمات أثناء التواصل معه للمخلوقات، ولكنه أيضاً ينصب بشكل أكبر على توصيل الأفكار والمبادئ الأساسية.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يؤكد بأن الحديث حول تفاصيل الطرق التي يستخدم فيها الله لتواصل مع المخلوقات خارج نطاق العمل الروحي اليومي للأمة الإسلامية. ومن ثم، فهو قضية لا تحتاج إلى بحث معمق نظرًا لنقص المعلومات الواضحة عنها في النصوص المقدسة. هناك أيضًا اختلافات بين المفسرين فيما يتعلق بطريقة تخاطب الناس يوم القيامة واللغات المحتملة المستخدمة خلال ذلك الوقت. ومع ذلك، كل هذه الآراء ليست مدعومة بالأدلّة القطعية ويمكن النظر إليها كمجرد افتراضات ذات طابع فلسفي أكثر منه شرعي.
وفي النهاية، الحل الأكثر سلامةً عند التعامل مع هذه المسائل الغامضة هو الاعتماد على العلم الظاهر لنا من الكتاب والسنة والالتزام باتباع الأحكام الشرعية المعلومة والثابتة، والتوقف أمام أي مسائل أخرى محتملة تتعدى حدود الوضوح لدينا.