يُعدّ القرآن الكريم معجزةً خالدةً في كلّ جوانبها، ومن أبرز معجزاته العلمية التي لا تزال تُذهل العلماء حتى يومنا هذا هي وصفه الدقيق لمراحل خلق الجنين. فقد تحدث القرآن الكريم عن هذه المراحل بطريقة علمية دقيقة تتوافق تمامًا مع ما توصل إليه العلم الحديث.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ" (المؤمنون: 12-14).
هذه الآيات الكريمة تصف بدقة مراحل تكوين الجنين منذ بدايته كسلالة من طين، ثم تحوله إلى نطفة في رحم الأم، ثم إلى علقة، ثم مضغة، ثم عظام مغطاة باللحم، وأخيرًا خلقًا آخر. هذه المراحل تتوافق تمامًا مع ما أثبته العلم الحديث في علم الأجنة.
في بداية الأسبوع السادس من الحمل، يبدأ الجنين في رحم الأم في مرحلة جديدة من التطور. وفي هذه المرحلة، يظهر الأنف متصلًا بالفم والعيون، وتكون اليدان تشبهان مجدافين قصيرين، والرأس ملتصقًا بالجذع. ومع نهاية الأسبوع السادس، يبدأ الرأس في الانفصال عن الجذع، وتظهر ملامح العينين والأنف والفم بوضوح أكبر، بالإضافة إلى ملامح اليدين والرجلين.
إن تطابق هذه الوصف القرآني مع الحقائق العلمية الحديثة هو دليل على إعجاز القرآن الكريم وصدق رسالة الإسلام. فالله سبحانه وتعالى هو الخالق العليم بكل شيء، وهو الذي أودع في كتابه العزيز معجزات علمية لا تنضب.