اهتزاز الرأس، المعروف أيضًا باسم النعاس الدوري أو التشنجات العصبية اللاإرادية، هو حالة قد تبدو غير مريحة ومربكة لأولئك الذين يعانون منها. هذه الظاهرة تحدث بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب التي يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات رئيسية: الأسباب النفسية والمزاجية، والأسباب العضوية، والأسباب المتعلقة بالأدوية. سنستعرض هنا كل فئة بمزيد من التفاصيل لتوفير فهم أكثر شمولاً لهذه الحالة.
الأسباب النفسية والمزاجية
قد تكون التأثيرات الوجدانية والدوافع الداخلية وراء بعض الحالات التي يظهر فيها الأفراد اهتزاز رؤوسهم بشكل متكرر. الضغط النفسي الشديد، القلق، الاكتئاب، والإجهاد العام من الحياة اليومية يمكن جميعها أن تؤدي إلى ظهور هذا النوع من الأعراض. بالإضافة لذلك، فقد وجدت الدراسات وجود رابط بين زيادة معدلات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وبين احتمالية الشعور بالحرج الاجتماعي مما يؤدي أحيانًا إلى محاولة الاختباء خلف "النعاس" كاستراتيجية للتكيف غير مقصودة.
الأسباب العضوية
في العديد من حالات اهتزاز الرأس، يكون السبب عضويًا ناتجا عن مشكلات صحية معينة. أحد الأمثلة الأكثر شيوعا هو الصداع النصفي، والذي غالبًا ما يصاحبه ظاهرة تعرف بالنوبات البرودرماليريك وهي عبارة عن هجمات مؤقتة من الحركات اللاإرادية مثل تحريك العينين أو الرقبة. كذلك فإن أمراض الجهاز العصبي المركزي الأخرى مثل متلازمة توريت - والتي تتسم بحركات لا إرادية وصوتيات لفظية متكررة – يمكن أن تساهم أيضا في حدوث تشنجات رأسية. وفي بعض الحالات النادرة جداً، قد ترتبط هذه المشكلة بمشاكل طبية خطيرة تحتاج إلى رعاية طبية فورية وأخصائيين ذوي خبرة لتشخيص وعلاج الحالة المناسبة لها بدقة.
تأثير الأدوية
بعض الأدوية المستخدمة لعلاج مشكلات أخرى قد تسبب آثار جانبية تشمل اهتزاز الجسم بما فيه الرأس. مثلاً، أدوية مضادات الذهان غالباً ما تُنصح بها للمرضى المصابيين باضطرابات نفسية لكنها قد تتضمن ضمن الآثار الجانبية الخاصة بها حركة عين سريعة غير طبيعية واضطرابات حركية أخرى قد تشمل الرقبة. أما بالنسبة للأطفال الصغار الذين يأخذون دواء الريتاربين لمدة طويلة لعلاج ADHD ، فقد يشعر أحدهم بأن لديه حاجة ملحة لحركة قدميه أثناء جلوسهما وهو ما يعرف باسم الحركة الدائمة في المقعد(Fidgeting). ورغم عدم ارتباط ذلك مباشرة بالحركة المرتجة للرأس إلا إنه يستحق التنبيه إليه كمصدر محتمل لمثل تلك الحركات الغير المرغوب فيها لدى الأطفال خاصة إذا كانت مدتها قصيرة نسبياً ولا ترافقها علامات أخرى تستلزم التدخل الطبي الفوري .
يجب دائماً استشارة المحترفين الصحيين عند مواجهة أي نوع مستمر وشاق من الأعراض بغض النظر عن شدّته؛ حيث إن تحديد السبب الرئيسي له يساعد كثيرا ليس فقط فى وصف العلاج الأنسب بل أيضاً فى الوقاية المستقبليه منه ومن تفاقمه .