تعد متلازمة مقاومة الأنسولين حالة صحية مزمنة تحدث عندما يبدأ الجسم في الاستجابة بشكل أقل فعالية لهرمون الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. هذا الاضطراب يمكن أن يساهم في مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية مثل مرض السكري من النوع الثاني وتصلب الشرايين وحتى بعض أنواع السرطان.
في الحالة الطبيعية، يعمل الأنسولين كجسر لنقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا التي تحتاجه للطاقة. ولكن عند وجود مقاومة للإنسولين، تصبح الخلايا غير حساسة للأنسولين وبالتالي لا تستقبل الجلوكوز بكفاءة. نتيجة لذلك، يحتاج البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى فشل الغدة وإنتاجها لأقل كميات من الأنسولين.
الأسباب الدقيقة لمقاومة الأنسولين ليست مفهومة تماما بعد، لكن العوامل الوراثية والتغذية والنظام الحياتي تلعب دوراً رئيسياً. الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة هم أكثر عرضة للمعاناة منها، بالإضافة إلى أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بمرض السكري. كذلك، نمط الحياة المستقر وعدم النشاط البدني والإفراط في تناول الدهون والكحول تشكل عوامل خطر أخرى.
تشمل الأعراض الرئيسية لمقاومة الأنسولين زيادة الشهية ومستويات الطاقة المنخفضة وجفاف الجلد وجفاف الفم وضبابية الرؤية وخاصةً قبل النوم. ومع ذلك، فإن العديد من الأفراد المصابين بهذا الشرط لا يظهر عليهم أعراض واضحة حتى يتم تشخيص حالتِهم المتقدمة بالفعل بحالة سكري نوع II.
الهدف الرئيسي للعلاج هو إدارة مستويات الجلوكوز في الدم وتحسين استقلاب الأنسجة للglucose. يشمل العلاج عموماً فقدان الوزن عبر النظام الغذائي الصحي وتغييرات نمط الحياة مثل زيادة النشاط البدني والتقليل من مشروبات الغازية والسكرية. الأدوية والمراقبة المنتظمة للحالة هي أيضاً جزء مهم جداً من خطة العلاج الشاملة لهذه المتلازمة.
من الضروري التشخيص المبكر والعلاج المناسب لمنع المضاعفات الخطيرة المرتبطة بمقاومة الأنسولين بما فيها أمراض القلب والكلى وأمراض العين وأمراض القدم والكثير غيرها. إن اتباع نظام حياة صحي واتخاذ خطوات نحو تعديلات غذائية ونشطة بدنية يمكن أن يساعد الكثيرين في الوقاية من ظهور هذه المتلازمة أو تخفيف حدة آثارها إذا كانت موجودة بالفعل لدى شخص معين.