الحمد لله، لا يلزم الرجل أن ينام مع زوجته في فراش واحد، ولا حرج أن يكون له فراش ولها فراش، وأن يكون له غرفة ولها غرفة، إذا لم يكن على سبيل الهجر والتباغض والتقصير في حقها في الوطء، أو في القسم عند تعدد الزوجات. والأفضل أن يناما في فراش واحد؛ أخذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، إلا في حال المرض ونحوه، كالتعب.
وقد ورد في الحديث الشريف ما يدل على جواز تعدد الفراش، حيث روى مسلم (2084) عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فراش للرجل، وفراش لامرأته، وفراش للضيف، والرابع للشيطان". ومع ذلك، فإن النوم مع الزوجة في فراش واحد أفضل، إلا في حالات المرض أو التعب.
وعليه، فلا يأثم الزوج لو نام في فراش مستقل، أو في غرفة أخرى، إذا لم يكن ذلك هجرا من غير موجِب، ولم يترتب عليه تضييع حقها في الوطء أو القسم. كما لا ينبغي للزوج أن يطلب من زوجته مغادرة الفراش عند مرضه؛ لمنافاة ذلك لحسن العشرة.
وفي الختام، لا يلزم الزوجة طاعة زوجها في مغادرة الفراش عند مرضه، بل ينبغي أن يغادر هو إن أحب. وإذا أمرها بالخروج لم يلزمها الرجوع بعد شفائه، إذا لم يطلب منها ذلك، ولا إثم عليها في عدم رجوعها؛ لأنها إنما تركت الغرفة بطلبه. والله أعلم.