في مرحلة متقدمة من الثلث الثاني للحمل، وبالتحديد في حدود منتصف الشهر الرابع، يبدأ الجنين بتحقيق تطورات ملحوظة في نشاطاته الحركية الداخلية والخارجية. هذه الفترة تعتبر حاسمة في عملية نمو وتطور الطفل داخل الرحم.
بحلول هذا الوقت، ينمو طول الجنين إلى حوالي 15 سم ويبلغ وزنه نحو 70 غراماً تقريباً. الأجهزة الرئيسية مثل القلب والأمعاء قد اكتملت بشكل أساسي، ولكنها ما زالت في طور النمو والتكييف. كما يتم تشكيل الأعضاء التناسلية جنسيًا، رغم أن تحديد جنس الجنين قد يستوجب استخدام الفحص بالأمواج فوق الصوتية "السونار".
من ناحية الحركات، يمكن للأم البدء برصد تحركات صغيرها بدقة أكثر. في حين أنه قبل ذلك ربما لم تكن قادرة سوى الشعور بحركة خافتة، فإن حركة الجنين الآن تصبح واضحة ويمكن ملاحظتها كجزء منتظم يومي. هذه التحركات تتضمّن انقباضات العضلات المختلفة، الانقلابات الصغيرة حول المحاور الثلاث، وحتى أول محاولات للمضغ وأخذ وضعيات مختلفة كالجلوس أو الاستلقاء.
بالإضافة لذلك، يعزز الجهاز العصبي المركزي لديه القدرة على التعلم والاستجابة للأحداث البيئية الخارجية. فالأم أثناء الحديث مع طفلها أو قراءة القصص له ستكون قادرًا على تمييز صوت صوت الأم ولغة الأم بين أصوات أخرى بسبب تعريضه لها باستمرار منذ بداية حياته داخل رحمها.
بشكل عام، يعد الشهر الرابع علامة بارزة على تقدم الحمل حيث تبدأ العديد من العمليات البيولوجية الطبيعية الخاصة بالنمو والحراك البشري. ومع استمرارية رعاية صحية جيّدة ومراقبة مستمرة للتقدم الصحي لكلٍّ منهما - سواء كانت أمٌ وجنينها- سيستمر الفرح بالتغيرات التي تحدث كل شهر حتى إيصال الطفل الآمن والمُغذِّى إلى العالم الخارجي بإذن الله تعالى ونعمته الواسعة.