في مسألة التباين الظاهر فيما يتعلق بزمن انتظار الأفراد في حياتهم بعد الموت - سواء أكانت حياة نعيم أو عذاب - فإن الفهم الإسلامي يؤكد اختلاف طبيعة توقيت "العالم الآخر" عن عالمنا الدنيوي. هذا الاختلاف أساسي بسبب الطبيعة الغيبية لهذه المسألة التي تتجاوز فهمنا اليومي وتجاربنا البشرية.
وفقاً للعقيدة الإسلامية، عندما يقوم الإنسان، يستغرب طول فترة وجوده في العالم السفلي رغم أنها ربما كانت طويلة جداً بحسب موازين أيام الأرض. كما ورد في القرآن الكريم في عدة سور مثل الروم والأحقاف وحجرات وغيرها، فإن الفترة التي تبدو للأرواح كاللحظة الواحدة بينما يمكن أن تقضي سنوات عديدة من منظور دنيوي.
على سبيل المثال، قصة الرجل الذي أبقى ميتاً لمدة مائة سنة ثم قام إلى الحياة مجدداً، شرح لنا كيف يبدو مرور الوقت مختلفة هناك. بالإضافة إلى ذلك، حالة الأشخاص الذين ناموا في مغارة ولمدة ثلاثة قرون وفقاً للتقاليد الإسلامية، والتي تمثل أيضاً صورة واضحة حول كيفية إدراك الزمن في تلك الحالة المختلفة تمام الاختلاف عن الواقع الحالي.
هذه الحقائق تدحض أي محاولة لإجراء المقارنة أو الاستنتاج بناءً على التجارب الإنسانية فقط. فالقياس هنا غير صحيح لأن الأعراف والقوانين الخاصة بالعالم الآخر هي خارج دائرتنا الفعلية والمعرفة الصرفة. إنها جزء من علم الغيب الذي منح معرفته للإنسان بشكل جزئي عبر الأنبياء والرسل وأفعال الله الربانية.
ومن هذا المنطلق، يجب على المؤمنين قبول هذه المفاهيم دون محاولة التفسيرات العقيمة المتعارضة مع النصوص المقدسة والفهم العام للدين الإسلامي.