بمجرد وصول الأم إلى شهرها الرابع من الحمل، تبدأ مرحلة حاسمة في نمو جنينها. خلال هذه الفترة، تتسارع العديد من العمليات البيولوجية التي تشكل أساس الصحة المستقبلية للطفل. إليك نظرة تفصيلية لما يحدث داخل الرحم في هذا الشهر المثير.
بحلول نهاية الثلث الأول من الحمل، يصل طول الجنين عادةً إلى حوالي 16 سنتيمتر ويتراوح وزنه بين 150 و200 غرام تقريبًا - بحجم البرتقالة الصغيرة. يبدأ الجنين الآن في التحرك بنشاط أكثر، ويمكن للأم الشعور بهذه الحركات لأول مرة، وهي لحظة طيبة تُعرف باسم "حركة الحياة". ومع ذلك، قد لا تتم ملاحظة هذه الحركات بشكل واضح إلا بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أخرى بسبب حجم الرحم الصغير وحماية الأنسجة الدهنية حول الجنين.
يتطور الجهاز العصبي بسرعة كبيرة خلال هذا الوقت. تنمو الخلايا العصبية وتصبح مترابطة مع بعضها البعض لتكون شبكة معقدة تسمح للجهاز بالسيطرة على جميع وظائف الجسم المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي ترسيب الميلانين في طبقات الجلد الخارجية للجنين إلى ظهور الشعر وبقائه لفترة قصيرة بعد الولادة قبل تساقطه لاحقًا. كما ينمو أيضًا شعر الرأس ويظل موجودًا عند الطفل عند ولادته.
يتميز الشهر الرابع أيضًا بتكوين بصيلات الشعر الدائمة وأظافر اليدين والقدمين والتي سوف تستمر حتى فترة البلوغ بدون انقطاع إذا ظلت سليمة وصحيّة. بينما يستمر القلب والعظام والأعضاء الأخرى في النمو والتطور، يُعتبر هذان العضوان علامتين رئيسيتين على تقدم عملية النمو الطبيعية لدى الجنين.
وفي الختام، يشهد الشهر الرابع تعددًا كبيرًا في عمليات النمو والتطور المختلفة داخل رحم الأم، مما يعكس مدى التعقيد والروعة التي تكمن فيها مراحل تكوين حياة جديدة تمامًا.