ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة أنه يبلغه صلاتنا عليه. فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام)" (النسائي، صحيح). كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام" (أبو داود، صحيح).
هذه الأحاديث تثبت أن صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم تبلغه، وأن الله يرد روحه حتى يرد السلام على من يسلم عليه. ومع ذلك، فإن أحوال البرزخ من أمور الغيب التي لا ندرك حقيقتها أو كيفيتها. فنحن نؤمن بها كما جاءت، من غير استفصال عن كيفيتها.
في أحوال الدنيا المعاصرة، يمكننا أن نرى أمثلة مشابهة. فالإنسان بوسائل الاتصال الحديثة يمكنه إرسال رسالة تصل إلى ملايين البشر في وقت واحد. وبالتالي، فإن كون النبي صلى الله عليه وسلم يرد على ملايين البشر ليس ذلك بكبير على قدرة الله.
والله أعلم.