يعدّ "فتح القريب المجيب" أحد الكتب المرجعية الرئيسية في الفقه الشافعي، حيث يُعتبر شرحاً مفصلاً لعبارات متن "الغاية والتقريب"، والذي كتبه أبو شجاع. قدم المؤلف -الإمام ابن قاسم الغزي- تفسيراً عميقاً لمصطلحات هذا المتن، وأضاف الكثير من التفاصيل حول الروايات القديمة والحديثة للمذهب الشافعي. يعكس اسم الكتاب هدف المؤلف النبيل، الذي يسعى لنقل معرفته وتعلمه للآخرين بطريقة سهلة وميسورة.
هذا الكتاب ليس مجرد مصدر تعليمي للمبتدئين فقط، ولكنه أيضاً أساس مهم للباحثين والمحدثين في مجال الفقه الشافعي. لقد أصبح جزءاً أساسياً من المناهج الدراسية في عدد كبير من المعاهد والجامعات الإسلامية، بما فيها الأكاديميات الشهيرة مثل الأزهر. بالإضافة إلى ذلك، قام العلماء بتطوير العديد من الشروحات والحواشي لهذا العمل المهم، مما يدل على مكانته الخاصة بين كتب الفقه الإسلامي.
على الرغم من عدم تضمين أدلة النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بشكل مباشر، فإن "فتح القريب المجيب" يلعب دوراً هاماً في توضيح المفردات القانونية والشرح الموجز للأحكام الفقيهة. لذلك، يعد هذا الكتاب أداة مثالية لتأسيس فهم أولي للفقه الشافعي قبل الانتقال للمستويات الأعلى من البحث والفهم. إن سلاسته ووضوحه يجعلها متاحة لكافة المستويات التعليمية.
في الختام، "فتح القريب المجيب" ليس فقط كتاباً جغرافياً في المكتبات الإسلامية، ولكن قلبه ينبض بالحكمة والعلم الشرعي الذي يقدم خدمة كبيرة للتراث الفقهي الشافعي عبر الأجيال المختلفة.