في بحثنا حول أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة الشرعية، نستعرض ثلاثة أسماء محل نقاش بين علماء الاعتقاد: "المغني"، "جامع الناس"، و"بديع السماوات والأرض". هذه الأسماء لها أهميتها الخاصة فيما يتعلق بتوحيد الله وصفاته، ومن المهم فهم موقف العلماء منها.
بالنسبة إلى اسم "المغني"، فقد ذكر في القرآن الكريم بصيغة الفعل ("وأنه هو أغنى وأقنى") ولكن لم يظهر أبدا بصيغة الاسم. يوجد حديث ضعيف يذكر الاسم، إلا أنه ليس هناك اتفاق عام على صحته بين العلماء. بينما اعترف بعضهم بالاسم، مثل الخطابي والقرطبي والسعدي والشرباصي ونور الحق خان، اعتبره آخرون غير صحيح بناءً على عدم وجود دليل قطعي الدلالة.
أما بالنسبة إلى "جامع الناس"، فهذا الاسم مستمد من الآيات الكريمة حيث يقول الله سبحانه وتعالى: "(ربنا إنك جامع الناس يوم لا ريب فيه)". رغم كون البعض مثل شيخ الإسلام ابن تيمية والسعدي قد ضمنوه ضمن الأسماء المستحقة للإله الواحد، فإن الفقهاء الآخرين قد يحتاجون المزيد من الأدلة لإثبات هذا الاسم بشكل مطلق.
وفي السياق نفسه، يشير "بديع السماوات والأرض" حسب الآية القرآنية القائلة: "(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)" إلى خلق الله وكفاءته الإبداعية الرائعة. ويبدو أن العديد من المفسرين والمحدثين معتمدين لهذا الاسم باعتباره واحداً من صفات الرب القديرة والتي يتم الاستشهاد بها في دعائه وتوسلات المؤمنين.
وعلى الرغم من اختلاف الرأي بين العلماء بشأن إدراجها ضمن قائمة الأسماء الذاتية لله - أي تلك الأسماء التي تُستخدم لتحديد ذات الله وحدود صفاته دون تعارض مع طبيعة وحقيقة الوحدانية – تبقى هذه المناقشات جزءاً أساسياً من مجالات علم العقيدة والفقه الإسلاميين. يبقى البحث والتعمق في مثل هذه المواضيع أمراً هاماً للمسلمين للحفاظ على فهم عميق ومتوازن لعظمة ربهم وعظمته.