في سؤال حول كيفية الجمع بين عدم تحديد الله تعالى وبين صفاته، يستند الجواب إلى عدة نقاط أساسية:
أولاً، يؤكد المقال على أن الله عز وجل لديه الصفات العليا التي وصف بها نفسه في القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الصفات تتضمن الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والحكمة والرحمة والمحبة، وغيرها الكثير. من المهم التأكيد هنا أن الدين الإسلامي يؤمن بإثبات جميع صفات الله وليس فقط تلك المرتبطة بالقوة والقدرة.
ثم يدحض المؤلف اعتقاد البعض بأن كون الله غير محدود يعني بأنه بدون حدود، وهو ما ليس ثابتًا في النصوص الدينية الأصلية. بدلاً من ذلك، يقترح البعض أن "غير محدود" يعني أنه ليس له حد يشكل تحديًا من قبل الخلق أو فهم البشر. ومع ذلك، فإن أغلب التفاسير تقترح أن الله غير محدود بطبيعته الخاصة - فهو كامل ومتفرد بذاته ويعرف تمامًا تمام علمه.
ثانياً، يتم تسليط الضوء على نقطة مهمة وهي أن أي وجود حقيقي يجب أن يكون موصوفًا بخاصياته. إن تصور موجود بدون صفات ممكن فقط في الخيال؛ وفي الواقع، كل الأشياء لها خصائص تميزها وتميزها عن الآخرين. لذلك، عندما يأتي الحديث عن وصفات الله مثل الرحمة وعدم ظلمه وعدم رغبته في الشر، فهي ليست مؤشرات للمحدودية ولكن بالأحرى تعكس طبيعته المقدسة وكرامته الإلهية.
ثالثاً، موضوع الامتناع عن القيام بتصرفات معينة مثل الظلم أو الرغبة في الشر لا يوحي بالمحدودية أيضاً. بناءً على العقيدة الإسلامية، فإن خلق الإنسان وكل شيء آخر يرجع إلى مشيئة الله وقدرته المطلقية. ومع ذلك، فإن اختياره لهذه التصرفات يعود مباشرة لعظمته ولطفه وخيره المستمر تجاه خليقته.
أخيراً، يشدد المقال على أهمية قبول وصفاة الله كما جاءت في الوحي والإقرار بأنها لا تستلزم لوازم مادية أو منطقية مدنية. مثال سلطانه محمود بن سبكتكين ضد العالم الفلسفي أبو عمرو ابن فورك يُظهر قوة هذه الرسالة ويؤكد ضرورة تجنب وضع افتراضات بشرية عند التعامل مع طبيعة الله اللامحدودة والمعجزات الروحية.
في النهاية، تؤكد الفتوى على إيمان المسلمين الراسخ بوحدة وثراء صفات الله المبينة لنا عبر كتاب الله العزيز وسيرة رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو سبيل الوصول لفهم صحيح للحقيقة الإلهية الواسعة والممتدة خارج نطاق المفاهيم الإنسانية التقليدية للحجم والتحديد والتقييد.
