الحمد لله، عند النظر في صحة الأحاديث النبوية، يكفي أن يصحَّ الحديث بإسناد واحد فقط، طالما أنه ليس منسوخًا أو معارضًا. وهذا الإجماع عليه المسلمون منذ زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا، وفقا للإمام ابن عبد البر. ولذلك فإن صحة الحديث لا تعتمد على عدد الطرق المتعددة، وإنما تكفي الطريق الواحدة الصحيحة للتقبيل والعمل بالحديث.
على سبيل المثال، هناك حديث ورد في "سنن ابن ماجه"، حيث رواه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "ثلاث لا يُمْنعْنَ: الماء، والكَلآء، والنَّار". وقد صحح هذا الإسناد العديد من علماء الحديث مثل الشيخ الألباني والعراقي وابن الملقن وابن حجر وغيرهم. ويشرح العلماء معنى هذا الحديث، بأن المقصود بالماء هو ماء السماء وماء العيون غير المُلكية، بينما الكِلآء يشير إلى مراعي الأرضيات غير الملكية. أما النار فتخص الأشجار التي يستخدمها الناس للحطب، ولكن ليس لمن أشعل النار أن يمنع الآخرين من استخدام نفس الجذوع المشتعلة.
وفي النهاية، يؤكد العلماء أن الإسلام يحترم حرية الوصول والاستخدام للموارد الطبيعية العامة مثل المياه ومراعي الأرضيين وهذه الأحكام تبقى ثابتة بغض النظر عن ملكيتها الخاصة لكل منطقة.