يشكل اختيار الملابس جزءاً أساسياً من حياة المرأة المسلمة، حيث يجب مراعات عدة عوامل لضمان توافق لباسها مع تعاليم الدين الإسلامي. أولاً وقبل كل شيء، ينبغي أن تكون ملابس المرأة الواسعة والفاضحة والتي لا تصف الجسم أو تظهر تفاصيل أعضائه، وذلك لمنع جذب الانتباه واستبعاد فتنة الآخرين. تنقسم الزينة حسب التعريف القرآني إلى قسمين رئيسيين هما:
1- زينة الظاهر: تشمل هذه الزينة الملابس العادية التي ترتديها النساء بشكل يومي، وقد ورد ذكرها في الآية الكريمة "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، موضحة أهمية عدم الإفراط في عرض جماليات تلك الزينة العامة. وفي السياق نفسه، يفسر المفسرون مثل ابن مسعود وابن عباس المعنى بأنه توضيح لمفهوم الزينة -التي تتضمن أيضًا عناصر مخفية- بما يعادل الاستخدام التقليدي لعبارات مثل "الخِلْخلان" و"القراطيس".
2- زينة الباطن: تعكس الآية الأخرى في سورة النور وجهة النظر حول ضرورة تمسك النساء بالاحتشام عندما يتعلق الأمر بتلك التصميمات الخاصة التي تستر مناطق محددة فقط من أجسادهن أثناء حضور مناسبات معينة. هنا يمكن رؤية استثناءات للإطلالات المخفية أمام أقارب محددين أو ممن لا تربطهم روابط حميمة بالإضافة لفئات أخرى محددة بالسيرة القرآن الكريم. لاحظ كيف يتم التأكيد بشدة على الاعتماد المتبادل للحجاب الواقعي والتعبير المجازي للقناع (أي الوجه). بالتالي فإن ملابس مثل القمصان الضيقة وغير المستوية قد لا تحقق هدف الحماية المنشود شرعاً نظرا لأثرها السلبي المحتمل لإظهار سمات شكل جسم ساكن بصريًا ومثير للأعين.
يوضح الحديث القدسي التالي دور ارتداء قطع كبيرة وفاخرة بإيقاع متناغم يسمح بالحركة الطبيعية دون تسجيل مواضع تحديد مرئية للجسم نسأل الله المغفرة والثبات لكل المؤمنين والمؤمنات إذ يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : '... أخاف أن تصفا حجماً عظامه...' تأتي هذه النصوص لتؤكد وجوب اتخاذ الاحتياط بشأن طبقات ونوع الأقمشة المستخدمة خاصة لدى سيدتنا أسماء ذات حسن الخلق زوج النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته الأخريات وصالحات نساء المسلمين كافة عبر التاريخ المبكر والإسلام العالمي عموما للتأكيد مجددا بأن الاختيارات الشخصية مرتبط ارتباط وثيق بحالة المجتمع العام واحتراما لقيمه المحلية ودعم ثقافته الأصيلة .. وهكذا سيكون هديه نبينا مثال يحتذى به فيما مضى وكذلك اليوم وغداً كذلك وستضل كذلك دائما أبدا - آمين -. وعلى الرغم من التفاهم المشترك حول جدوى بعض أنواع الملابس الأكثر شيوعا حاليا ضمن الثقافة الإسلامية الحديثة بشرط تجنب أي آثار جانبية مدمرة وخاصة مستويات عالية لجذب انتباه المرء بطريقة غير مرغوبة ، يبقى التركيز الرئيسي نحو اعتماد نموذجين بديلتين أكثر مثالية بدلالة طبيعتهم البديهية وعدم بذل جهود إضافية باستثناء الهدف الرئيسي وهو تحقيق درجة أعلى من الخصوصية والأمان الذاتي بشكل عام . ولعل فهم القانون الديني أصبح الآن أوسع انتشارا مما يساعد بلا شك هاجر جديد على بلوغ رضوان رب العالم وأعلى درجات سعادتانه العزيز جل جلاله.