الاكتئاب النفسي بعد الولادة، المعروف أيضًا باسم داء ما بعد الولادة، هو حالة صحية نفسية حقيقية يمكن أن تؤثر على الأمهات الجدد. رغم أنه ليس مرضا شائعا، إلا أنه يعتبر مشكلة طبية خطيرة تحتاج إلى الاهتمام والعلاج المناسبين. هذا النوع من الاكتئاب قد يحدث خلال الأشهر القليلة الأولى بعد ولادة الطفل، وعادةً بحلول الشهر الثاني.
تشمل الأعراض الشائعة للإكتئاب بعد الولادة الشعور المستمر بالحزن والإرهاق وانخفاض الطاقة. قد تشعر النساء بمستويات عالية جداً من الحساسية والقلق بشأن رعايتهن للأطفال بشكل صحيح. بعضهن قد يعانين من اضطرابات النوم مثل الأرق أو زيادة النوم، وقد يفقدون الرغبة في الانخراط في النشاطات التي كانت تعجبهم سابقاً. كما يمكن أن يشمل ذلك فقدان الشهية أو الزيادة غير الطبيعية فيها.
الأمهات المصابات بالاكتئاب بعد الولادة غالباً ما يكن قلقات ومحرجات بسبب شعورهن بالذنب تجاه عدم قدرتهن على الاستمتاع بفترة الحمل وما بعدها كعادة معظم الأمهات الأخريات. هذه الحالة ليست مجرد "حالة مزاج سيئة"، بل هي حالة تتطلب الدعم المهني والتوجيه الصحي.
من الجدير بالذكر أنه بينما يستطيع العديد من الآباء والأزواج تقديم المساعدة والدعم للعناية بالأم الجديدة وطفلها حديث الولادة، فإن الحصول على المشورة النفسية المتخصصة يعد أمراً أساسياً للتعافي من الاكتئاب بعد الولادة. العلاج البيولوجي مثل الأدوية المضادة للاكتئاب قد يكون ضروريًا أيضا بناءً على شدة الأعراض وتوصيات الطبيب المحترف.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن طلب المساعدة عند الحاجة هو خطوة قوية نحو التعافي والصحة العامة. إذا كنتِ تشعرين بأنك تمرين بتجربة مشابهة لما ذكرناه هنا، لا تترددي في البحث عن المساعدة الطبية.
