على الرغم من انتشار الاعتقاد بأن الضغط على العين يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعمى، إلا أن هذا البيان غير مدعوم بالأدلة الطبية الحديثة. في الواقع، الجسم البشري مصمم بشكل رائع للتعامل مع العديد من المحفزات الحسية بما فيها تلك التي قد تبدو قاسية مثل ضغط العين.
العين البشرية محمية بطبقات متعددة تضمن سلامتها ضد معظم أنواع الضرر الخارجي. الطبقة الخارجية للعين، القزحية، تعمل كحاجز ضد الأجسام الغريبة بينما العدسة والبصيلة الشبكية تحتفظ بتكوينها الطبيعي حتى تحت ظروف بيئية شديدة. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي العنصر الداخلي للعين -الشبكية- على خلايا حساسة جداً للمستقبلات الضوئية والتي تلتقط وتحول الضوء إلى إشارات عصبية يتم نقلها إلى الدماغ عبر الأعصاب البصرية. هذه العملية المعقدة تسمح لنا برؤية العالم حولنا وأي محاولة لإيقافها بوسائل بدائية مثل الضغط لن تؤثر عليها بصورة مباشرة.
إذا كنت تشعر بألم كبير عند تعرض عينيك لضغط خارجي، فهذا يعني فقط أنها تستشعر وجود خطر محتمل وترسل رسالة تحذيرية للجسم للتوقف عن التعرض لهذه الحالة. لكن العمى نفسه ليس نتيجة مباشرة لذلك النوع من الضغط. ومع ذلك، هناك حالات نادرة وقد تكون خطيرة تتعلق بممارسات خاطئة قد تلحق ضرراً مباشراً بالأنسجة الرقيقة داخل العين مما يؤدي لفقدان البصر جزئياً أو كلياً. ولكن هذه ليست بسبب "ضغط العين"، بل هي نتائج لأحداث خاصة ومحددة للغاية.
في الختام، رغم أنه صحيح أن بعض الأشخاص قد يشعرون بعدم الراحة بعد ممارسة الضغط على عيونهم، فإن الخوف من فقدان البصر بناءً على هذه التجربة وحدها غير منطقي وغير علمي. إن الاستخدام الصحيح والعقلاني للأيدي هو مفتاح حماية أجسادنا وعقولنا الصحية.