في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، نجد قصة مؤثرة حول كيفية تعامل الله مع عباده عندما تواجههم المصاعب والتحديات. أحد هذه التحديات التي يمكن أن نواجهها هو اختبار قوة نظرنا وعجز أيادي القدر عن هداية أبصارنا. ولكن، وفقاً لهذا الحديث الشريف، فإن الصبور والثقة برحمات الله قد تقودنا إلى أعلى درجات الجزاء - الجنة.
روى الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في صحيحه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه [يعني عينيه] فصبر عوضته منهما الجنة." تصور الكلمة هنا العيون كمصدر كبير للحياة والخير لنا، حيث تشعرنا بخيبة أمل شديدة عند خسارتها أو حتى تراجع قدرتها الوظيفية.
وفي التفسيرات المختلفة لهذه الآية، ذكر بعض العلماء أنها تشير إلى فقدان الرؤية تماماً، بينما الآخرون رأوها مرتبطة بتراجع القدرة البصرية أو العمى الخفيف. يُشدد العالم الإسلامي الشهير شيخ الإسلام ابن القيم على أن الأمر الأكثر احتمالاً هو فقدان البصر بشكل كامل وليس فقط ضعفه. ومع ذلك، كل حالة لها جزء خاص من الخير والإيمان فيها بإذن الله.
لكن الحقيقة المهمة هي أن درس هذا الحديث يتعدى الظروف البدنية. إنه دروس في الصبر والاستسلام لقضاء الرب والحكمة التي ربما لا نفهمها دائماً. عندما نقبل مصائبنا ونعمل بها بطريقة تحترم مشيئة الله، فإن ثمار الصبر تكون جزالا مباركا - سواء كانت تلك الجزالة هي الوصول للجنة نفسها أم زيادة كبيرة في مراتب خيري الدنيا والأخرى. إنها دعوة لتذكر دائم بأن الحياة مليئة بالتجارب والنعم الصغيرة والكبيرة التي يجب تقديرها والسعي لتحويلها إلى فرص للتقدم الروحي والعاطفي.