تُعتبر دراسة الصفات البشرية مجالاً مثيراً للباحثين والفلاسفة منذ القدم. يمكن تصنيف هذه الصفات إلى نوعين رئيسيين: صفات وراثية وراثية وسمات غير وراثية مكتسبة خلال الحياة. تتناول الصفات الوراثية تلك التي يتم توريثها مباشرة عبر الجينات عبر الأجيال، بينما تشير الصفات غير الوراثية إلى سمات تنشأ نتيجة للتجارب البيئية والتفاعل مع العالم الخارجي.
فيما يتعلق بالصفات الوراثية، تلعب الجينات دوراً حاسماً في تحديد مجموعة متنوعة من خصائص الفرد. تُحدد بعض الخصائص بشكل مباشر بواسطة نسخ واحدة فقط من جين واحد مثل لون العين والشعر وبنية الجسم. ومع ذلك، هناك العديد من الصفات المعقدة الأخرى المتعلقة بالصحة والعاطفية والتي غالبًا ما تعتمد على تعقيد الشبكة بين عدة جينات بالإضافة لبيئة الفرد. مثالٌ واضحٌ على ذلك هو خطر الإصابة بالأمراض كالسكري وأمراض القلب، والتي تستجيب لتداخل العوامل الوراثية والبيئية.
وعلى الجانب الآخر، فإن الصفات غير الوراثية تأتي كتطور طبيعي ناجم عن التجارب الشخصية والمعرفية. تعلم اللغة والثقافة هي أمثلة واضحة لهذه النوعية من السمات؛ فهي ليست مبرمجة مسبقا ولكنها تكتسب بتفاعلات الشخص مع محيطه الاجتماعي وثقافته العامة. كما تؤثر الخبرات الحياتية أيضاً -سواء كانت صحية أو نفسية- بطريقة كبيرة على بناء شخصية الإنسان وسلوكياته اليومية. حتى التعلم البسيط قد يعد جزءا من هذا النمط المكتسب وليس جزئياً مرتبطاً بالإرادة الذاتية وحده.
إن التفريق الدقيق بين هذين النوعين ليس دائما واضحا تمام الصورة بسبب وجود عوامل متعددة المؤثرات تعمل سوّيا لإنتاج سلوك فردي مميز لكل شخص. لكن إدراك الفرق يساعد أيضا في تقدير دور كلٍ منهما عند النظر لأسباب الاختلاف بين الأفراد ضمن مجتمع واحد وعلى مستوى المجتمع العالمي الأكبر. إن فهم أسس التصنيف الثنائي "ورائي" مقابل "غير وراثي" يفتح آفاق جديدة لفهم أكثر عمقا للحياة الإنسانية وتنوعاتها الغنية.