تعد مياه البحار مصدرًا غنيًا بالمعادن والمواد المغذية التي قد توفر مجموعة واسعة من الفوائد الصحية للإنسان. واحدة من هذه الفوائد المثيرة للجدل ولكنها مشهورة هي استخدام المياه المالحة كعلاج طبيعي لبعض حالات الحساسية. رغم عدم وجود دراسات علمية حاسمة تؤكد هذا الأمر بشكل قاطع حتى الآن، إلا أنه يقال إن الاستحمام بوفرة من الماء البحري يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالحساسيات المختلفة بسبب خصائصه المضادة للميكروبات ومحتواه العالي من المعادن مثل الصوديوم والماغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم.
الدراسات الحديثة تشير إلى أن المستويات المناسبة من الأملاح والمعادن الطبيعية الموجودة في مياه البحر قد تساهم في تحسين حالة الجلد وتعزيز جهاز المناعة لدى الأفراد الذين يعانون من الحساسية الجلديّة تحديداً. يُعتقد بأن الشوارد الموجودة داخل هذه البيئة المائية تعمل كمضادات للأكسدة، مما يساعد على تقليل الالتهاب والتورم الناتج عن رد فعل الجسم تجاه مهيجات معينة. بالإضافة إلى ذلك، فقد وجد بعض الباحثون دليل أولي يدعم فكرة دور الأملاح البحرية في تنظيم وتقليل إنتاج الهيستامين - وهو أحد المواد الرئيسية التي تتسبب في ظهور أعراض الحساسية.
على الرغم من التقدم الحالي، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد فعالية واستمرارية تأثير العلاج بمياه البحر بالنسبة لحالات الحساسية المتنوعة. بينما ينصح دائمًا باستشارة محترفي الرعاية الصحية قبل بدء أي برنامج علاجي جديد، فإن العديد ممن اختبروا استحمام الماء البحري أفادوا بتحسن مؤقت في حالتهم. ومع ذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار احتمالية اختلاف الاستجابة بناءً على نوع وحجم الحالة الخاصة بكل فرد.
بالنظر إلى تأثيرات الجانبية القليلة نسبياً مقارنة بالعلاجات الأخرى المتاحة، يبدو العلاج باستخدام ماء البحر خيارا جذابا للأشخاص الراغبين في تجربة طرق مختلفة للعناية بصحة حساسية بشرتهم. لكن يبقى أهم ما يجب فهمه هو ضرورة الجمع بين هذا النوع من العلاجات البديلة وباقي التدابير الوقائية المعتادة ضد عوامل التحسس المحتمله سواء كانت بيئية أو غذائية .