مع دخول المرأة الحامل إلى الأشهر الأخيرة من فترة حملها، يبدأ العديد منها في ملاحظة زيادة ملحوظة في حركة جنينها؛ خاصةً أثناء الشهر السابع. هذه الزيادة ليست فقط بسبب النمو البطيء للجنين ولكن لها دلالات مهمّة على صحته ورفاهيته أيضًا. في هذا السياق، سيتناول مقالنا تفصيلاً حول سبب تلك الزيادة وكيف يمكن للأم التعرف عليها بشكل أكثر فعالية.
في بداية الأمر، تجدر الإشارة إلى أن حركات الطفل داخل الرحم قد تبدأ مبكرًا جدًا منذ حوالي 8 أسابيع بعد الحمل. لكن غالبًا ما لا تشعر بها الأمهات لأول مرة إلا بين الأسبوع الـ16 والسابع عشر نتيجة لوجود الكثير من السائل الأمنيوسي وحجم صغير للجسم الجنيني آنذاك. ومع مرور الوقت وتقدم الحمل، يصبح السائل أقل كثافة مما يسمح بتحسس الأم لحركات ذراعيه وساقيه وبقية أعضاء جسم الطفل.
بدايةً من الشهر الخامس تقريبًا، تنطلق فترات نشاط الجنين التي تطول تدريجيًا مع تقدم العمر المخبئي. بحلول نهاية الفصل الثاني من الحمل -أي نحو نهاية الشهر السادس- يتميز نهار الجنين بنوبات متعددة ومتزايدة الطاقة للحركة والتي تستمر لمدة تتراوح عادة بين ثلاث وخمس ساعات يوميًا. وعندما يأتي الشهر السابع، ترتفع درجة نشاط طفلك الداخلي ليصل متوسط عدد حركاته اليومية إلى حوالى ستون دفعة كل ساعة! وهذا يعني أنه عندما يستقر طفلُكَ مسترخياً لبضع ثوانٍ قبل القيام بخفة حركة جديدة، فإن ذلك يعد مؤشرًا إيجابيًا للغاية بالنسبة لصحتِه العقلية والجسدية كذلك.
إضافة لذلك، تعتبر القدرة المتزايدة لدى الأم على الشعور بهذه التحركات خبراً سعيدًا آخر لتطور مشاعر الأبوة والأمومة لديها وتعزيز الرابطة الخاصة بينهما. إن الاستماع لمشاعر ابنها المحبة والتفاعل معه عبر مداعبات لطيفة أمر رائع سواء كان باللمس أم الصوت أم حتى مجرد الحديث إليه باسم والدته ومشاركة أحلام اليقظة الصغيرة معه. وفي المقابل ، يشير عدم وجود تحركات واضحة أو انخفاض مفاجئ فيها كمؤشرات محتملة للمشاكل الصحية ويجب زيارة الطبيب فورًا لاستبعاد أي مخاطر محتملة.
ختاماً، تعد الفترة الثانية والنصف الأخيره من الحمل وقتا مثيرا لكلتا الطرفين –الأم وجنينها– وذلك لما يحمله من فرص للتواصل المشترك والإدراك المتبادل للعلاقة القائمة بالفعل قبل ولادة الطفل مباشرة وقدوم مرحلة الرعاية المبكرة والحنان المستقبلي منهما. لذا اغتنمي فرصة الشعور بهدوء طفلتك أو قوتها اللطيفة وانعمي براحة قلبك وأسلوب حياتك الصحي أثناء انتظاركم لوصوله سالمًا إلى الدنيا الحقيقية!