سرطان المثانة هو نوع شائع نسبياً من السرطان يؤثر بشكل رئيسي على الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين عاماً. يمكن تقسيم هذا المرض إلى عدة مراحل بناءً على مدى انتشاره داخل وخارج المثانة.
في المرحلة الأولى (المرحلة المحلية): يقتصر الورم فقط على بطانة المثانة ولا يتعداها. يتم اكتشاف هذه الحالات عادة خلال الفحوصات الروتينية مثل تنظير البول أو تحليل الدم. العلاج الأكثر شيوعاً في هذه الحالة قد يشمل الجراحة لاستئصال الأنسجة المصابة وتنظير المثانة لتدمير خلايا السرطان المتبقية، بالإضافة إلى العلاج الكيميائي والمستقيم لقتل الخلايا السرطانية الناقلة.
مع تقدم المرض إلى المرحلة الثانية والثالثة (انتشار محلي متقدم): ينمو الورم ويصل إلى طبقات خلوية عميقة أكثر مما كان عليه الوضع في المرحلة الأولى ولكنه ما زال مقتصراً ضمن محيط المثانة نفسها. تتضمن العلاجات المقترحة هنا استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات بما فيها الاستئصال الجزئي للمثانة واستخدام عمليات الحرق بالليزر لعلاج مناطق معينة، علاوة على ذلك فإن الجمع بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي غالبًا ما يُستخدم لتحقيق نتائج أفضل.
وفي حالة الانتقال إلى المراحل الرابعة والخامسة (انتشار خارجي): أصبح السرطان قد انتشر الآن خارج نطاق المثانة وربما وصل إلى الأعضاء القريبة منها كالقناة البولية والأعصاب المحيطة بها ومحيط الجسم نفسه. يخضع هؤلاء المرضى عادة لسلسلة من جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي وقد تحتمل بعض الحالات إجراء عملية استئصال كاملة للمثانة إن كانت الظروف تسمح بذلك. ومع ذلك، تعتبر الرعاية الداعمة والتلطيفية مهمة للغاية للحفاظ على جودة الحياة أثناء التعامل مع الآثار الجانبية لهذه المعالجات الشديدة.
من الضروري التشديد على أهمية الكشف المبكر والحصول على المساعدة الطبية المناسبة عند ظهور أي علامات غير اعتيادية كتغيير لون البول وألم أسفل البطن والشعور بحاجة ملحة للتبول وغيرها الكثير والتي تعد مؤشرا أساسيا لإجراء مزيدٍ من التحقيقات الطبية. وبالتالي، يساهم كل شخص بنصيب منه لحماية صحته ومنعه من الوقوع ضحية لأحد أصعب أنواع الأورام التي تصيب الإنسان إذا لم تتم مراقبتها ومراقبة نموها بدقة شديدة.
