وقت القيلولة: متى يُفضل النوم نصف النهار؟

وفقاً لما جاء في كتاب "كشاف القناع" للشيخ العلامة منصور البهوتي، فإن الوقت المستحب للنوم خلال اليوم هو "نصف النهار"، والذي يشير إليه أيضًا بمصطلح "الق

وفقاً لما جاء في كتاب "كشاف القناع" للشيخ العلامة منصور البهوتي، فإن الوقت المستحب للنوم خلال اليوم هو "نصف النهار"، والذي يشير إليه أيضًا بمصطلح "القائلة". وقد فسّر البهوتي هذه الفترة بأنها الظهيرة، مستندًا بذلك إلى أقوال علماء اللغة ورواة الحديث مثل ابن مفلح والفروعي والشربيني وغيرهم.

ويتضح من النصوص المتعلقة بهذا الموضوع أن معظم الفقهاء اتفقوا على أن "القائلة" تعني فترة الراحة والاستجمام التي تحدث قبل زوال الشمس -أي قبل صلاة الظهر-. وهذا ما أكده العديد من الصحابة والتابعين الذين رووا أحاديث تؤكد أهمية القيام بهذه القيلولة في تلك الفترة تحديدًا.

ومن الأمثلة على ذلك حديث صحابي جليل حيث ذكر أنهم كانوا يقومون بتأجيل الغداء والقيلولة حتى ما بعد أداء صلاة الجمعة، مما يوحي بأنه يتم تأجيلهما بشكل عام لحين اعتدال درجة حرارة الطقس وبعد انتهاء مرحلة حر الشمس الأولى والتي تسمى "الصحو". بالإضافة لذلك، هناك رواية موثوقة تشير إلى خروج عمر بن الخطاب لصلاة الجمعة ومن ثم رجوعه لإقامة قصيرة للاسترخاء بعد أدائه لهذه الشعائر الدينية.

وفي حين قد يكون البعض قد فهم أن مصطلح "نصف النهار" يمكن أن يشمل الجزء التالي لصلاة الظهر، إلا أن الأدلة التاريخية والدراسات اللغوية توحي بأن الفكرة الأكثر شيوعًا هي استعمال المصطلح للإشارة إلى ساعات مبكرة نسبياً عقب طلوع الشمس وبداية درجات حرارتها المرتفعة. إذًا، بناءً على ما سبق، فإن وقت "القائلة" والمفترض فيه النوم لفترة قصيرة أثناء يوم العمل أو الدراسة يقع ضمن نطاق فترة زمنية محددة تحديدا بدقة بين الانطلاق الرسمي لأشعتها وأوائل أيام الصيف عندما تبدأ أشعة الشمس بالتسبب بانقلاب الهواء وتغيرات طبيعية أخرى ببدايات فصل الربيع والصيف. ولذلك فهو ليس فقط وسيلة للعلاج الطبيعي للتعب ولكنه أيضا امتداد لعادات ومعتقدات ثقافية ودينية عميقة الجذور لدى المسلمين عبر تاريخ طويل.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posting

Komentar