إعادة تعريف النظام الغذائي: الخروج من الظل التكنولوجي نحو التعايش الحيوي

​ ناقش المتحاورون في هذا السياق الأثر الحاسم للنظام الحالي للإنتاج والاستدامة الغذائية. حيث لاحظت "مروة الحدادي"، الكاتبة الرئيسية، انحياز المجتمع ال

ناقش المتحاورون في هذا السياق الأثر الحاسم للنظام الحالي للإنتاج والاستدامة الغذائية. حيث لاحظت "مروة الحدادي"، الكاتبة الرئيسية، انحياز المجتمع المعاصر المُبالغ فيه towards حلول تكنولوجية مبتكرة مثل الزراعة العمودية كتكتيك دفاعي امام الاحداث. ولكن، وبحسب الرأي المُعرب عنه، هذه الحلول تشكل تلاعبا بعيدا عن جوهر المشكلة، والتي تتمثل أساسا في علاقتنا بتلك الأرض.

بدأت المناقشة مع تعليق "الهيتمي بن جلون": يشدد على ضرورة اعادة تقييم طبيعتنا كتفاعلات بشرية مع العالم الطبيعي. فهو يحذر من انجرار الانسان خلف اختراع تقنيات جديدة تفترض انها ستكون الحل الأمثل بينما تتجاهل الوقائع الاجتماعية والفلسفية المرتبطة بهذا الأمر. ويتفق معه "بدرية بن قاسم" الذي يدعو الى تحقيق توافق أكثر عمقا بين الحياة العصرية والطبيعة. الرجاء العلم بان الأخير يقترح انه حتى وإن كانت عملية تبديل الثقافات مطلوبة بشدة، فلا يمكننا اغفال الجانب السياسي والتكنولوجي اللازم لدعم تلك العملية.

ثم يتجه "الزهري الهلالي" نحو دور الثقافة والمعرفة العامة كعامل رئيسي في حل هذه الازمات. ويؤكد ايضا على حاجة البشر لاسترجاع الاتزان النفسي مع الطبيعة اذا اردنا الوصول لحلول طويلة الامد. يستعرض بعدذلك "نصوح الهضيبي" رؤية متوازنة تدعم استخدام كل من الاجراءات التقليدية والتطور التكنولوجي لتقديم منظور شامل ومُستدام. ويشجع هنا على استخدام الزراعة العمودية باعتبارها اداة ظرفية فعالة حتى لو تم تطويرها بطرق صديقة للبيئة أكثر.

وبينما يبقى "عبد الكريم اللمتوني" ملتزما بفكرة استخدام التكنولوجيا كوحدة علاج قصيرة الأجل، يشير أيضا الي الجمال المخفي في تبني نماذج انتاجية زراعية صغيرة وصغيرة الحجم تقوم علي الاسلوب التقليدي. وهذه النماذج حسب قوله ليست فقط أقل تضحية بالبيئة ولكن لها تأثير كبير وايجابي على رفاهية المجتمعات المحلية .

وفي نهاية المطاف، تقود هذه الدائرة الذهنية للحاضرين عبر مسرح أفكار واسعة تغطي مجالات متنوعة بما فيها الجوانب الفلسفية، السياسية ،التكنولوجية والخلقية ـ وذلك أثناء بحثهم عن طريق لتوفير طرق إنتاج غذائي تستند لسياقات اجتماعية واقتصادية مختلفة وغير قابلة للتحقق ببساطة باستخدام الاكتشاف الأعظم التالي في مجال الهندسة الوراثية.


عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات