إذا كنت تصلي وشعرت بالشك في عدد السجدات التي قد قمت بها، ثم جلست للتشهد معتقدًا أنها كانت السجدة الثانية، ولكنك تذكرت لاحقًا أنها كانت الأولى، فهذا ليس سببًا للسجود للسهو. وفقًا للمذهب الحنبلي المالكي، طالما أن شكك قد زال وقمت بتصحيح وضعيتك بدون تغيير مكونات الصلاة الأصلية، فلا يوجد شرط لسجود السهو. وهذا مستند إلى قاعدة تقول إن الشخص لا يحتاج إلى سجود سهو عندما يكون شكه قد زال ويقين بأنه فعل الشيء بشكل صحيح.
وعندما تنطبق هذه الحالة خلال جلوسك للاستراحة أو التشهد، فالنتيجة تبقى كما هي - لا حاجة للسجود للسهو. حيث أكد العديد من الفقهاء الإسلاميين مثل الشوكاني والمرداوي والشربيني وغيرهم عدم وجود ضرورة لسجود السهو تحت تلك الظروف تحديداً. حتى وإن قل البعض الآخر إنه قد تكون هناك حاجة لذلك بناءً على موقف آخر مرتبط بشكوك مشابهة.
ومع ذلك، بالنسبة للحالة الخاصة بك والتي تتضمن مجرد الإشارة بالإصبع فقط وعدم القيام بأي أعمال أخرى أثناء فترة الشك، فهي تعتبر أقل تعقيدا حسب معظم المدارس الفقهية الإسلامية. بما أن الإشارة ليست عبادة مستقلة أو ركن رئيسي من صلاة المسلمين اليومية، فإن سجود السهو هنا يعتبر خلافياً ولم يتم الإقرار به رسميًا لدى جميع مدارس التفكير الدينية الرئيسية.
وفي حال جاءتك المزيد من الوضوح حول الأمر بطريقة مختلفة قليلا بعد انتهاء وقت الصلاة وصحتها بالفعل، فقد يشير بعض الفروع الأخرى ضمن مدرسة الفن المعاصر إلى الحاجة لسجود السهو بسبب "عمل المتردد". ومع ذلك، يبدو أن حالتك تتوافق أكثر مع استنتاج القائمين على الفقه الأكثر توافقًا والذي يقول: بما أن شكك قد ذهب وأن تصرفيات صلاتك الأصيلة لم تتضرر، فلا مجال لتطلب سجود السهو.
بشكل عام وبعد أخذ كل هذه الأحكام في الاعتبار، يُظهر رأينا أن حالتك لا تستوجب سجود السهو وفق الغالبية العظمى من الآراء الفقهية المعتمدة داخل المجتمع المسلم الخالص. وفي النهاية، دائماً ما يعلو النصائح التقليدية والاسترشاد بمختص دين محلي لفهم أفضل للقضايا ذات الطابع الديني الخاص.
