السهر ليلاً أصبح ظاهرة شائعة بين العديد من الأشخاص، سواء بسبب الضغط الوظيفي، الدراسة المتأخرة، الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى الرغبة في الاستمتاع بالوقت الشخصي بعد يوم طويل ومتعب. ولكن هل تعلم أنه قد يكون لذلك عواقب صحية خطيرة؟ إليك بعض الأضرار التي يمكن أن يسببها السهر للجسم والعقل.
من الناحية الصحية الجسدية، يؤدي السهر إلى خلل في إيقاع الساعة البيولوجية داخل الجسم، مما يعطل عملية النوم الطبيعية ويؤثر سلباً على مستويات هرمونات الضغط مثل الكورتيزول والأدرينالين. هذا الخلل الهرموني يمكن أن يساهم في زيادة الوزن، خاصة حول منطقة البطن، نظراً لتقليل حساسية الجسم للأنسولين أثناء فترة الليل. كما ترتفع احتمالية معاناة الأفراد الذين يسهرون بشكل متكرر من أمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، ضعف جهاز المناعة نتيجة للسهر يمكن أن يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة.
على الجانب النفسي والعاطفي، يمكن للسهر أن يتسبب في تقلبات مزاجية وتوتر عصبي واضطرابات نفسية مختلفة بما فيها الاكتئاب واضطراب القلق العام. التدني الحاد في التركيز والإنتاجية خلال النهار غالباً ما يُعزى إلى الحرمان المستمر من النوم اللازم. هناك أيضاً احتمال كبير لظهور حالات فرط النشاط وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات لدى البعض ممن يقضون ساعات طويلة مستيقظين دون راحة كافية.
لتجنب هذه العواقب غير المرغوب فيها، ينصح بمحاولة الحصول على ثماني ساعات من الراحة كل ليلة والاستعداد للنوم مبكراً كي تستطيع إعادة ضبط ساعتك الداخلية والحفاظ على صحتك العامة وسلوكياتك النفسية تحت السيطرة.