في الإسلام، لفظ "الحلم" يشير إلى جانب من جوانب الصفات الإلهية التي تعكس قدرة الله على التحلي بالصبر والتسامح تجاه مخالفة البشر وتقصيرهم. هذا الفعل الحميد قد يكون مصاحبًا لعقاب، ولكنه يتم تأجيله بشكر ومغفرة حتى يأتي يوم القيامة. بينما "الرحمة"، فهي فضيلة تشمل الجميع - المحسن والمعتدٍ، بما في ذلك الحيوانات والنباتات - وهي واحدة فقط ضمن تسعين رحمة أخرى محفوظة ليوم الدينونة حسب الحديث النبوي الشريف.
على الرغم من أهميتها، إلا أن وصف "חֶסֶד" بأنها "وسعت كل شيء" قد يحتاج لتوضيح لأن السياقات المختلفة للأفعال الإلهية تتطلب فهماً خاصاً. إن المصطلحات مثل الرحمة والحلم لها حدود مختلفة ومعاني خاصة بها فيما يتعلق بتعامل الله مع الخلق.
وفقاً للمصادر الإسلامية التقليدية، يمكننا القول بأن رحمة الله شاملة حقاً، فهي تطال جميع المخلوقات بلا استثناء. أما حلم الله فهو موجه بشكل رئيسي نحو التسامح مع ذنوب الإنسان والمعاصي، وهو ما يدعوه بعض المفسرين بـ"التأجيل". بالتالي، ربما تكون المقارنة غير دقيقة تماماً عندما نتحدث عن توسيع هذه الاثنين بنفس الطريقة.
بالإضافة لذلك، هناك العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد سعة علم الله ورحمته وغفرانه. فعلى سبيل المثال، يقول تعالى في سورة الأنعام: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون". وفي سورة آل عمران: "إن الله رؤوف رحيم". وهذه الأدلة تظهر كيف أن رحمة الله عز وجل تمتد لكل العالم والقراء.
وعليه، وبينما نعترف بالسعة العالمية لرعاية الرب ورخصه، يجب علينا أيضا الاعتراف بالحكمة الخاصة لكل صفاته القدرية. فالرحمة هي مصدر الحياة والنمو لكل شيء موجود، بينما الحلم الخاص بالإنسانية يسمح بإمكانية التوبة والاستقامة. إنها ليست المساحة نفسها ولكنها جزء مهم من مجد اسمه الواحد الأحد.