تعريفات أرضنا الواسعة: التباين والتكامل في وصفين قرآنيين

يتناول القرآن الكريم خصائص الأرض المتعددة التي تسعد بها البشرية. فقد وصفت بأنها "مهاد"، وهو المكان الذي يسير عليه الإنسان ويعيش فوق سطحها. كما تشير إل

يتناول القرآن الكريم خصائص الأرض المتعددة التي تسعد بها البشرية. فقد وصفت بأنها "مهاد"، وهو المكان الذي يسير عليه الإنسان ويعيش فوق سطحها. كما تشير إلى أن الأرض هي أيضًا "كفات"، مما يعني أنها تجمع وتمسك بشدة كل من الأحياء والأموات.

هذه المصطلحات ليست متناقضة ولكنها مكملة بعضها البعض. فالوصف الأول يشير إلى الاستخدام اليومي للأرض كموضع للمعيشة والبناء، بينما يعكس الثاني دورها الطبيعي كقبر للحياة الدنيوية ومساحة لاستقبال الموتى.

في الواقع، استخدام مصطلحات مثل "مهاد" و"كفات" يأتي لتوضيح مدى تنوع واستعداد الأرض لتحقيق مختلف الاحتياجات الإنسانية. إنها مكان للسفر والاستقرار، وهي أيضاً ملاذ أخير للراحة النهائية. وهذه التفسيرات تتفق مع فهم المفسرين القدماء الذين اعتبروها تجليات مختلفة لنفس الصلاحية العامة للأرض.

بالإضافة لذلك، يمكن النظر لهذه التعابير على أنها تأكيد لقوة وسيطرة الخالق عز وجل على خلقه، حيث جعل الأرض ترضى وتستجيب لكل أنواع الإجراءات البشرية، سواء كانت حيوية او ميتة.

إذاً، فإن تردد ذكر الأرض بهذه الصفات المختلفة ليس فيه أي تنافر ولكنه يوحي بعظمة قدرتها وإتقان صنعها الرباني.


الفقيه أبو محمد

17997 بلاگ پوسٹس

تبصرے