تشتهر التلبينة بتاريخ طويل وغني في الثقافة العربية، ليس فقط بسبب طعمها اللذيذ ولكن أيضًا لمزايا صحية عديدة تمتد إلى الجهاز الهضمي، خاصةً فيما يتعلق بالقولون. تعتبر هذه الحساء البيضاء الرقيقة المصنوعة أساسًا من دقيق الشعير ونخاله مصدرًا غنيًا بالألياف الغذائية، وهي معروفة بفائدتها الاستثنائية في دعم وظائف القولون الصحيحة.
في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن لتلك الوصفة التقليدية أن تساهم بشكل فعال في تحسين الصحة العامة لنظامنا الهضمي ومعالجة بعض المضايقات المتعلقة بالقناة المعوية.
- تنظيم حركة الأمعاء: يحتوي كل ملعقة كبيرة من التلبينة تقريبًا على حوالي 2 جرام من الألياف، وهو ما يعد جزء كبير عندما نأخذ في الاعتبار متوسط استهلاك الشخص اليومي وهو نحو 25 جرام نسائي و38 جرام رجالي يومياً. هذه الكميات الكبيرة تساعد في زيادة كمية المواد الناعمة التي تمر عبر القولون مما يعطي المزيد من الحجم والفروق بين الطعام وبالتالي يساعد في الحفاظ على توازن الحموضة الطبيعية للأمعاء وتعزيز عملها بطريقة منتظمة.
- الدور الكبير لألفا جلوكان والألياف الذائبة: توفر التلبينة ألفا جلوكان والألياف قابلة للذوبان الأخرى التي تتفاعل مع البكتيريا المفيدة الموجودة بالفعل في أمعائك. تُطلق سلسلة من العمليات الفيزيولوجية بعد تناول مثل تلك الأطعمة الغنية بالعناصر المغذية حيث يتم هضم ألفا جلوكان بشكل جزئي بواسطة إنزيم بيتا جلوكاناز الذي يوجد بكثرة داخل جسم الإنسان ثم تقوم بدوره مجموعة أخرى من البكتيريا بتخميره لإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة مفيدة جدا لصحة الأمعاء.
- دور التلبينة بخفض مستويات الكوليسترول: بالإضافة لاستخداماتها الطبية القديمة والتاريخية، أثبت العلم الحديث فعالية التلبينة في الحد من مستويات الكوليسترول بنسب مختلفة اعتماداً على نوع نظامك الغذائي قبل البدء باستخدامها. وذلك لأنها تحتوي أيضا على نسب عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة والتي ثبت أنها تخفض معدلات الكوليسترول الضار LDL مقابل زيادتها لكميات HDL .
- تحسين الحالة النفسية والصحة العصبية: رغم كون الموضوع أكثر غموضًا وهناك حاجة لبحوث إضافية حول الأمر إلا ان هناك دليل أولي يشير بأن عناصر تغذوية محددة بما فيها الفيتامينات والمعادن الموجودة بحبوب الشعير قد تلعب دوراً ايجابياً نحو تحقيق حالة نفسيه جيدة وسلوك اجتماعي مطابق لما يعرف بالنظام المعرفي-العاطفي للجسم(MECS).
إن دمجهذه الوصفة الرائعة ضمن خطة وجبات غذائية متنوعة ومتوازنة سيضمن لك ليس فقط شعورا براحة أكبر أثناء القيام بالأنشطة اليومية بل سيحميك أيضا ضد مخاطر عدة مشاكل متعلقة بجهازك الهضمي!