يتمتع النوم على الأرض بفوائد عديدة قد تساعد في تحسين الصحة العامة وتقليل الضغط النفسي والجسدي. أولاً، يعتبر هذا الأسلوب من النوم أكثر طبيعية لأنها طريقة النوم التي كانت سائدة قبل ظهور الوسائد والمراتب الحديثة. يعزز الوضع الأفقي للنوم على الأرض العمود الفقري ويساعده على الحفاظ على مستقيمته الطبيعية، مما قد يساهم في تقليل مشاكل الظهر والألم العصبي المرتبط بالعمود الفقري.
بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات العلمية أن التلامس المباشر مع الأرض يمكن أن يحسن الدورة الدموية ويقلل من مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. هذا التأثير المعروف باسم "تأثير الأرض"، يشير إلى أنه عند الاتصال بالأرض مباشرة أثناء النوم، يتم تنشيط الجهاز الكهروحيوي للجسم وتعزيز قدرته على شفاء نفسه. كما يساعد النوم على الأرض أيضًا في تنظيم درجة حرارة الجسم وتحسين جودة النوم العام.
ومع ذلك، هناك بعض السلبيات التي يجب أخذها بالحسبان. فقد تكون أرضيات المنزل غير ملائمة تمامًا لنظام نوم جيد بسبب وجود أجسام غريبة كالأوساخ والبكتيريا، والتي يمكن أن تتسبب في مشاكل جلدية أو حساسية لدى بعض الأشخاص. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر نوع الأرضية نفسها - سواء كانت خشبية أو سيراميكية أو حصوية - بشكل كبير على الراحة الفعلية خلال الليل. الرطوبة الزائدة، خاصة في البيئات الاستوائية، قد تصبح مصدر قلق آخر نظرًا لارتفاع احتمالية نمو العفن والفطريات تحت ظروف الإرتباط الطويل مع سطح الأرضي.
في النهاية، بينما يبدو النموذج التقليدي للراحة والنوم المتصل بالأرض جذابا ومفيدا بطرق كثيرة، لكن الأمر ليس بلا مخاطر وقد يحتاج البعض لتعديلات بسيطة للحصول على تجربة نوم مثلى. لذلك، ينصح دائما باستشارة المحترفين الصحيين قبل القيام بتغيير جذري كهذا.
