تعد مشكلة قصور الدورة الدموية المخية واحدة من الأمراض الخطيرة المرتبطة بأزمة القلب والشرايين والتي يمكن أن تؤثر بشدة على وظائف الدماغ. هذا المصطلح يشير إلى حالة يتم فيها تقليل كمية الدم الغنية بالأوكسجين والمغذيات التي توفرها شبكة الشرايين للدماغ. هذه الحالة قد تنجم عن عدة عوامل منها انسداد الشرايين، ارتفاع مستوى ضغط الدم، داء السكري، حتى التاريخ الطبي الشخصي للعائلة، والتدخين بكثافة، بالإضافة إلى النظام الغذائي الخاطئ ونمط الحياة المستقر.
أحد أهم الأعراض الواضحة لقصور الدورة المخية هو الشعور بالإجهاد العام والخمول بدون سبب واضح. أيضا، هناك خلل عصبي يعتمد على الجزء المتضرر من الدماغ والذي يمكن أن يتسبب في صعوبات في الحديث والحركة. الصداع واضطرابات البصر بما في ذلك ازدواج الرؤية هما أيضًا مؤشرات محتملة.
يتم تشخيص هذه الحالة عبر مجموعة متنوعة من الفحوصات الطبية تحت اشراف محترفين في مجال طب الأعصاب. تتضمن هذه الاختبارات فحص الدم الروتيني، رسم قلب كهربائي (ECG) للأطفال الذين لديهم تاريخ طبي معروف للتحقق من وجود أمراض القلب الوراثية، وكذلك تصوير بالموجات فوق الصوتية للشريان السباتي لفهم التدفق الحر للدم نحو الدماغ. بالإضافة لذلك، يمكن إجراء التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي لرؤية بنية وشكل الأنسجة داخل الجمجمة بدقة أعلى بكثير.
العلاج ينقسم إلى جزأين رئيسيين: الأدوية والاستراتيجيات الوقائية. بالنسبة للأولى، يستخدم الأطباء عقاقير لمنع تجلط الدم وتحفيز ذوبان الجلطات الموجودة حاليًا في تلك المناطق الحيوية. بينما في الجانب الثاني، يُشدد على ضرورة تغيير نمط الحياة نحو نظام حياة صحي أكثر نشاطًا جسديًا وعقليا. يحتاج المرء لأخذ فترات راحة كافية، تناول وجبات متوازنة وغنية بأحماض "أوميجا-3"، شرب المزيد من المياه، والتقليل من الكمية اليومية للتدخين والكحول. كل هذه الإجراءات تساهم جميعا في تعزيز سلامة الصحة العامة وتعزيز صحة الجهاز الدوري خصوصا بعد التعافي من هجمة قصور الدورة المخية سابقًا.