- صاحب المنشور: التازي الحدادي
ملخص النقاش:أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة بين فئة الشباب. يوفر هذا المنبر الإلكتروني الفرصة للتواصل مع الأصدقاء القدامى والجدد ومشاركة الأفكار والمشاعر الشخصية. ومع ذلك، فإن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة تتعلق بالصحة النفسية والعقلية لدى هذه الفئة العمرية.
في السنوات الأخيرة، زادت الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي المتكرر والإصابة بأعراض مختلفة للأمراض الذهنية مثل القلق والاكتئاب واضطراب النوم. توضح إحدى الدراسات الحديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي كيف يمكن للمقارنة الاجتماعية عبر الإنترنت أن تسبب شعورا بالنقص لدى المستخدمين، مما يساهم في ظهور اضطرابات صحية نفسية.
تأثير المقارنة الاجتماعية
تعد المقارنة الاجتماعية أحد الآثار الرئيسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للجيل الشاب. يتم تعريف المقارنة الاجتماعية بأنها عملية مقارنة ظروف حياة الشخص بتلك الخاصة بالأشخاص الآخرين، والذي غالباً ما يحدث بصورة أكثر تكراراً عند تصفح حسابات الأشخاص المشاهير أو الناجحين حسب اعتقاد الجمهور. وفقًا لدراسة نشرت بمجلة "Psycholinguistics"، فقد وجدت أنه كلما تزايد عدد الصور المحملة على مواقع الشبكات الاجتماعية كـ Instagram، ازداد الشعور بعدم الرضا تجاه الذات وتجارب الحياة العامة.
كما أثبتت نتائج عدة بحوث أخرى أن التفاعل الكبير والمستمر على صفحات التواصل يدفع بعض مستخدميه نحو البحث المستمر عن ردود فعل إيجابية تعزز احترامهم لذواتهم وأدائهم المهني والشخصي. ولكن عندما تقل التعليقات والدعم الحقيقي، يشعر هؤلاء الشباب بالإحباط والكآبة وصعوبات أكبر أثناء مواجهتهم تحديات الواقع الصعبة خارج نطاق عالم الانترنت الواسع حيث تبدو الأمور أفضل دائماً.
التنمر عبر الانترنت وتعزيز الصورة الخاطئة
يعتبر التنمر عبر الإنترنت - المعروف أيضاً باسم cyberbullying - جانب آخر سلبي لتأثير الوسائل الرقمية الحديثة. حددت مجلة Pediatrics العالمية مدى خطورة تعرض الأطفال لهذه الظاهرة الضارة؛ حيث أكدت أنها ترتبط ارتباط وثيق باضطرابات الحالة المزاجية لديهم وقدرتهم على التركيز والتذكر بشكل طبيعي خلال فترة طفولتهم المبكرة وعند الوصول لعمر البلوغ أيضًا.
بالإضافة لذلك، هناك مشكلة مرتبطة بالتوقعات غير الواقعية والمعايير الجمالية الزائفة المنتشرة بكثافة ضمن محتوى مختلف خدمات التواصل الجماهيري الشهيرة مثل Facebook وSnapchat وغيرهما كثير. إن الدعايات التسويقية المغرضة واستخدام المؤثرات والبرامج المحسنة لإظهار الجسم المثالي والنفس الجيدة دائمًا يخلف آثار مؤلمة عند مشاهدة تلك المواد باستمرار قبل مرحلة بلوغ الثانية عشرة والتي تعد الفترة الأكثر حساسية وتقبل لتشكيل المفاهيم حول الصورة الذهنوية للجسم والصحة الداخلية للفرد.
نصائح عملية لتحسين الوضع
- الإيقاف الدوري للاستخدام: اقتراح متخصصون في الطب النفسي ضرورة تطبيق قواعد نوم مناسبة بعيدا عن جميع أنواع الهواتف والحاسوب والأجهزة الأخرى ذات الصلة بنظام التحكم المركزي للحياة الكترونية وذلك لمدة ساعتان على الأقل قبيل وقت ذهاب الطفل للنوم حتى تزول أي محفزات ضوء الشاشة المرتبطة بإنتاج مادتي هرموني سيرتونين والميلاتونين المسؤولة الأساسية عن تنظيم دورات النوم الطبيعية للإنسان
- إنشاء هامش شخصي: دعوة خبراء اجتماعيون الأولياء لإعطاء فرصة لأطفالهم كي يتعلموا كيفية إدارة الوقت بطريقة فعالة تمكنهم من تجنب الإفراط باستخدام شاشات الهاتف أو الكمبيوتر لفترة طويلة بدون انقطاع سواء كان الأمر متعلقا بقضاء الوقت أمام ألعاب الفيديو المختلفة أو مجرد التصفح العام لمواقع المواصل الاجتماعى