- صاحب المنشور: جميلة العياشي
ملخص النقاش:تشكل التوترات المستمرة في العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا وصعوبة في السياسة العالمية اليوم. تحفز هذه العلاقة المعقدة مجموعة متنوعة من العوامل التي تتجاوز مجرد الاختلافات السياسية والإقتصادية لتصل إلى مستوى العمليات الاستراتيجية والأمنية العالمية. يبدأ هذا التحليل برصد جذور هذه المشاحنات، والتي تتمثل أساسًا في المنافسة الاقتصادية وتزايد النفوذ الصيني عالميًا، خاصة فيما يتعلق بالبنية الأساسية الخارقة للحدود الوطنية مثل شبكات الجيل الخامس 5G والرغبة المتبادلة في الهيمنة التجارية.
في بداية القرن الحادي والعشرين، بدأ الاقتصاد الصيني ينمو بسرعة غير مسبوقة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في وارداته وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة. ولكن مع نمو قوة بكين الاقتصادية، زادت أيضاً مخاوف واشنطن بشأن التجارة غير العادلة والممارسات الصناعية المدعومة حكومياً. وقد تفاقمت الأمور عندما صنفت إدارة ترامب بعض الشركات الصينية كتهديد للأمن الوطني الأمريكي بسبب استخدامها للتكنولوجيا للحصول على بيانات حساسة. وقد تصاعدت هذه المخاوف بعد ظهور جائحة كوفيد-19 حيث اتهم البعض الصين بالتستر على انتشار الفيروس وعدم التنسيق الكافي مع المجتمع الدولي لمكافحتها.
العوامل الإستراتيجية والدبلوماسية
بالإضافة إلى ذلك، هناك عامل استراتيجي مهم وهو الموقع البحري لكلتا الدولتين. تقع الصين قرب مضيق تايوان ومضائق مالاكا وهونج كونج - وهي ممرات بحرية حيوية لنقل البضائع والنفط عبر آسيا الوسطى والبحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب. ومن هنا يأتي اهتمام طويل الأمد لدى الجيش الأمريكي بهذه المناطق كنقطة ارتكاز رئيسية لحماية مصالح أمريكا الأوروبية وآسيوية واستقرار الشرق الأقصى عموما.
كما أثرت سياسات التعامل الروسي التقليدية المتعلقة بتايوان وتايبيه ذات الحكم الذاتي أيضًا على الوضع الحالي للعلاقات الثنائية بين البلدين. فبينما تعتبر الولايات المتحدة تايوان دولة مستقلة رغم عدم الاعتراف الرسمي بذلك إلا أنها تضغط بقوة لعدم تغيير وضعها السياسي الحالي تحت أي ظرف كان حتى وإن كانت لديها روابط اقتصادية وثيقة مع البر الرئيسي لبكين وما يسميه الغرب "الصين الشعبية". وهذا الأمر جعل جزءاً كبيراً من الرأي العام داخل مجلس الشيوخ الأمريكي يدعم وجهة النظر بأن أي محاولة لإحداث تغييرات سياسية جوهرية حول تايوان ستكون مدعاة لاتخاذ إجراءات عسكرية وقائية محتملة ضد هجوم صيني متوقع حسب تقديراتهم.
#USChinaRelations #Diplomacy #EconomicCompetition #StategicRivalry