الفطريات هي كائنات حية دقيقة موجودة بكثرة في البيئة الطبيعية، وتشكل جزءاً أساسياً من النظام البيئي. ومع ذلك، قد يكون لها آثار سلبية على صحة الإنسان، خاصةً أثناء الحمل. هذا الموضوع مهم لأنه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للأم والطفل إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
أولاً، يجب التنويه أنه ليس كل أنواع الفطريات ضارة بالصحة البشرية. بعضها يلعب دوراً هاماً في التوازن البيولوجي للبيئة وحتى يستخدم في الطب والعلم الغذائي. لكن هناك أنواع أخرى معروفة بأنها مسببة لأمراض مثل الأكزيميا والقوباء الحلقية وغيرها من الالتهابات الجلدية. هذه الالتهابات يمكن أن تتفاقم خلال فترة الحمل بسبب تغيرات هرمونية تحدث لدى المرأة الحامل.
في حالة الحمل، قد تشكل بعض الأنواع القابلة للتسبب بالأمراض مصدر قلق خاص. فمثلاً، "الكانديدا"، وهي نوع شائع من الفطريات يعيش عادة داخل الجسم البشري بدون أن يسبب مشاكل، إلا أنه قد ينمو بشكل زائد خلال الحمل مما يؤدي إلى حالة تسمى candidiasis vaginalis التي غالباً ما تكون مصحوبة بحكة وبقع بيضاء في المهبل. بالإضافة إلى كونها غير مريحة ومزعجة، فإن هذه الحالة يمكن أن تؤثر أيضاً على فرص الولادة المبكرة وضيق الجهاز التنفسي عند الطفل حديث الولادة.
بالإضافة لذلك، دراسات قليلة أشارت إلى احتمالية انتقال بعض أنواع الفطريات عبر المشيمة، ولكن الأدلة العلمية حول مدى خطورة هذه الظاهرة ليست واضحة بعد. ومع ذلك، فإن تعزيز النظافة الشخصية وجفاف المناطق الرطبة والحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة والمغذيات الدقيقة الأخرى تعد جميعها طرق فعالة لتقليل خطر الإصابة بالفطريات أثناء الحمل.
ختاماً، بينما لا تزال البحوث مستمرة لفهم العلاقة بين الفطريات والصحة الجنينية بشكل أكثر دقة، يبقى الوقاية والتوعية هما الخط الدفاعي الرئيسي ضد تأثيرات الفطريات المحتملة. استشارة الطبيب المتخصص بشأن أي تغييرات غير طبيعية أو مخاوف مرتبطة بصحتكِ وصحة جنينك أمر حيوي ولا بد منه.